للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الأردنّ بطبريّة، وقاتلهما فانهزما، وقتل صالح وولده الأصغر، ونجا ولده الأكبر أبو كامل نصر بن صالح إلى حلب، وكان يلقّب شبل الدولة. ولما وقعت هذه الواقعة طمع الروم أهل أنطاكية في حلب فزحفوا إليها في عدد كثير.

(مسير الروم الى حلب وهزيمتهم)

ثم سار ملك الروم إلى حلب في ثلاثمائة ألف مقاتل، ونزل قريبا من حلب ومعه ابن الدوقس من أكابر الروم، وكان منافرا له، فخالفه وفارقه في عشرة آلاف مقاتل، ونمي إليه أنّه يروم الفتك به، وأنه دسّ عليه فكرّ راجعا، وقبض على ابن الدوقس واضطرب الروم واتبعهم العرب وأهل السواد الأرمن، ونهبوا أثقال الملك أربعمائة حمل، وهلك أكثر عسكره عطشا. ثم أشرف بعض العرب على معسكره فهربوا وتركوا سوادهم وأموالهم وأكرم الله المسلمين بالفتح.

[(مقتل نصر بن صالح واستيلاء الوزيري على حلب)]

وفي سنة تسع وعشرين وأربعمائة زحف الوزيري [١] من مصرفي العساكر الى حلب وخليفتهم يومئذ المستنصر، وبرز إليه نصر فالتقوا عند حماة، وانهزم نصر وقتل وملك الوزيري حلّب في رمضان من هذه السنة.

[(مهلك الوزيري وولاية ثمال بن صالح)]

ولما ملك الوزيري حلب واستولى على الشام عظم أمره، واستكثر من الأتراك في الجند، ونمي عنه إلى المستنصر بمصر ووزيره الجرجاي أنه يروم الخلاف فدس الجرجاي [٢] إلى جانب الوزيري والجند بدمشق في الثورة به، وكشف لهم عن سوء


[١] الدزبري: ابن الأثير ج ٩ ص ٥٠٠.
[٢] ابو القاسم الجرجرائي: ابن الأثير ج ٩ ص ٥٠٠

<<  <  ج: ص:  >  >>