للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(مقتل محمد بن الحسين الغوري وولاية أخيه الحسين شاه ثم أخيه شوري)]

ولما قتل محمد ولي من بعده أخوه شاه بن الحسين. ثم كانت الوقعة. وملك بعده أخوه شوري بن الحسين، وأجمع الأخذ بثأر أخيه من بهرام شاه فجمع له، وسار إلى غزنة سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة فملكها، وفارقها بهرام شاه إلى بلاد الهند فجمع عسكره التي هناك، ورجع إلى غزنة وعلى مقدّمته السلّار بن الحسين، وأمير هندوخان [١] إبراهيم العلويّ. وسار شوري للقائه فانفضّ عنه عسكر غزنة إلى بهرام شاه فانهزم وأسره بهرام، ودخل غزنة في محرّم سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وصلب شوري [٢] على باب غزنة واستقرّ في ملكه.

[(مقتل شوري بن الحسين وولاية أخيه علاء الدين ابن الحسين واستيلاؤه على غزنة وانتزاعها منه)]

لما هلك شوري بن الحسين ملك الغور من بعده أخوه الحسين، ويلقّب علاء الدولة.

واستولى على جبال الغور ومدينة بيروزكوه [٣] المجاورة لأعمال غزنة من بلاد الهند، وهي تقارب في اتساعها بلاد خراسان فاستفحل ملكه، وطمع في ملك خراسان وسار إلى هراة باستدعاء أهلها، فحاصرها ثلاثا ثم ملكها بالأمان وخطب فيها للسلطان سنجر. وسار إلى بلخ وبها الأمير قماج من قبل السلطان سنجر، فغدر به أصحابه، فملك علاء الدولة بلخ، وسار إلى السلطان سنجر وقاتله وظفر به فأسره.

ثم خلع عليه وردّه إلى بيروزكوه. ثم سار علاء الدين يريد غزنة سنة سبع وأربعين وخمسمائة ففارقها صاحبها بهرام شاه، وملكها علاء الدولة، وأحسن السيرة واستخلف عليهم أخاه سيف الدولة، وعاد إلى بلاد الغور، فلما جاء فصل الشتاء


[١] أمير هندوستان: ابن الأثير ج ١١ ص ١٣٥.
[٢] سوري: المرجع السابق.
[٣] فيروزكوه: ابن الأثير ج ١١ ص ١٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>