للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقاربه، وأقطعها كلّها لمملوكه أيبك [١] نائبة في دلهي وعاد إلى غزنة.

[(غزوة بناوس ومقتل ملك الهند ثم فتح بهنكر)]

كان شهاب الدين ملك غزنة قد أمر مملوكه قطب الدين أيبك خليفته على دلهي أن يغزو بلاد الهند من ناحيته، فسار فيها ودوّخها وعاث في نواحيها. وسمع ملك بناوس [٢] وهو أكبر ملوك الهند، وولايته من تخوم الصين إلى بلاد ملئوا طولا، ومن البحر الأخضر إلى عشرة أيام من لهاور عرضا وأهل تلك البلاد من أيام السلطان محمود مقيمون على إسلامهم، فاستنفر معه مسلمون كانوا في تلك البلاد، فسار إلى شهاب الدين سنة تسعين وخمسمائة والتقوا على ماحون [٣] نهر كبير يقارب دجلة فاقتتلوا، ونزل الصبر. ثم نصر الله المسلمين واستلحم الهنود، وقتل ملكهم، وكثر السبي في جواريهم والأسرى من أبنائهم، وغنموا منهم تسعين فيلا. وهرب بقية الفيول وقتل بعضها. ودخل شهاب الدين بلاد بناوس، وحمل من خزائنها ألفا وأربعمائة حمل، وعاد إلى غزنة. ثم سار سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة إلى بلاد الهند وحاصر قلعة بهنكر حتى تسلّمها على الأمان، ورتّب فيها الحامية. وسار إلى قلعة كواكير [٤] ، وبينهما خمس مراحل يعترضها نهر كبير فحاصرها شهرا حتى صالحوه على مال يحملونه، فحملوا إليه حمل فيل من الذهب، فرحل عنهم إلى بلاد أبي رسود [٥] فأغار ونهب وسبى وأسر، وعاد إلى غزنة ظافرا.

[(استيلاء الغورية على بلخ وفتنتهم مع الخطا بخراسان)]

كان الخطا قد غلبوا على مدينة بلخ وكان صاحبها تركيا اسمه ازبة [٦] يحمل إليهم


[١] هو قطب الدين أيبك
[٢] بنارس: ابن الأثير ج ١٢ ص ١٠٥
[٣] ماجون: ابن الأثير ج ١٢ ص ١٠٥
[٤] قلعة كوالير: ابن الأثير ج ١٢ ص ١٢١
[٥] آي وسور: المرجع السابق.
[٦] أزيه: المرجع السابق ص ١٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>