للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يصهر إليه في بنته بابنه فأبى من ذلك. ثم جاء في عسكر من الغوريّين من باميان، وأرسل غيّاث الدين وفرّق في أهلها الأموال، واستوزر مؤيد الملك فوزر له على كره.

[(أخبار غياث الدين بعد مقتل عمه)]

لما قتل السلطان شهاب الدين، كان غيّاث الدين محمود ابن أخيه السلطان غيّاث الدين في أقطاعه ببست. وكان شهاب الدين قد ولّى على بلاد الغور علاء الدين محمد بن أبي علي من أكابر بيوت الغوريّة، وكان إماميا غاليا، فسار إلى بيروزكوه [١] يسابق إليها غيّاث الدين. وكان الأمراء الغوريّة أميل إلى غيّاث الدين، وكذا أهل بيروزكوه، فلما دخل خوارزم دعا محمد المرغنيّ ومحمد بن عثمان من أكابر الغوريّة، واستحلفهم على قتال محمد بن تكش صاحب خوارزم. وأقام غيّاث الدين بمدينة بست ينتظر مآل الأمر لصاحب باميان لأنهما كان بينهما العهد من أيام شهاب الدين أن تكون خراسان لغياث الدين، وغزنة والهند لبهاء الدين صاحب باميان بعد موت شهاب الدين، فلمّا بلغه موت شهاب الدين دعا لنفسه، وجلس على الكرسي في رمضان سنة ثلاث وستمائة، واستخلف الأمراء الذين في أثره فأدركوه وجاءوا به، وملك بيروزكوه وقبض على جماعة من أصحاب علاء الدين، ولما دخل بيروزكوه جاء إلى الجامع فصلّى فيه. ثم ركب إلى دار أبيه فسكنها وأعاد الرسوم، وقدم عليه عبد الجبّار محمد بن العشير الى وزير أبيه فاستوزره، واقتفى بابيه في العدل والإحسان. ثم كاتب ابن حرميل بهراة ولاطفه في الطاعة، وكان ابن حرميل لما بلغه مقتل السلطان بهراة خشي عادية خوارزم شاه، فجمع أعيان البلد وغيرهم، واستحلفهم على الإنجاز والمساعدة. وقال القاضي وابن زياد: يحلف كل الناس إلّا ابن غيّاث الدين، وينتظر عسكر خوارزم شاه، وشعر غيّاث الدين بذلك من بعض عيونه، فاعتزم على المسير إلى هراة. واستشار ابن حرميل القاضي وابن زياد، فأشارا عليه بطاعة غيّاث الدين على مكر ابن حرميل، وميله إلى خوارزم شاه، وحثّه على


[١] فيروز كوه هكذا عند ابن الأثير وقد مرّت معنا في السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>