للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرجه منها فلحق بشهاب الدين. ثم رجع من عنده إلى خوارزم شاه فسعى به ابن حرميل عنده حتى سجنه بقلعة زوزن، وولّى على القضاء بهراة الصفي أبا بكر محمد بن السرخسي.

[(خبر غياث الدين مع الذر وايبك مولى أبيه)]

لما ملك الذر غزنة وأسر علاء الدين وأخاه جلال الدين كتب إليه غيّاث الدين يأمره بالخطبة، وطاول في ذلك فبعث إليه يستحثّه بأمر الخطيب بالترحّم على شهاب الدين والخطبة لنفسه، فاستراب الأتراك به، وبعث هو يشترط على غيّاث الدين العتق فأجابه الى ذلك بعد توقف. وكان عزمه على أن يصالح خوارزم شاه ويستمدّه على الذر، فلما طلب العتق أعتقه، وأعتق قطب الدين أيبك مملوك عمّه شهاب الدين ونائبة ببلاد الهند. وأرسل إلى كلّ منهما هدية وردّ الخبر [١] واستمرّ الذر على مراوغته وأيبك على طاعته، فاستمدّ غيّاث الدين خوارزم شاه على الذر فأمدّه على أن يردّ ابن حرميل صاحب هراة إلى طاعته، وأن يقسّم الغنيمة أثلاثا بينهما وبين العسكر. وبلغ الخبر إلى الذر فسار إلى بكتاباد فملكها، ثم إلى بست وأعمالها كذلك، وقطع خطبة غياث الدين منها، وأرسل إلى صاحب سجستان بقطع خطبة خوارزم شاه، وإلى ابن حرميل كذلك ويتهددهما، وأطلق جلال الدين صاحب باميان وزوّجه بنته، وبعث معه خمسة آلاف فارس مع أيدكين مملوك شهاب الدين ليعيدوا جلال الدين الى ملكه بباميان. وينزلوا ابن عمّه. فلما سار معه أيدكين أغراه بالعود إلى غزنة وأعلمه أنّ الأتراك مجمعون على خلاف الذر، فلم يجبه جلال الدين إلى ذلك فرجع عنه أيدكين إلى إقطاعه بكابل، ولقيه رسول من قطب الدين أيبك إلى الذر يتهدده على عصيانه على غيّاث الدين، ويأمره بالخطبة له، ووصّل معه الهدايا والألطاف إلى غياث الدين. وأشار عليه أيبك بإجابة خوارزم إلى جميع ما طلب حتى يفرغ من أمر غزنة. وكتب إلى أيبك يستأذنه في المسير إلى غزنة ومحاربة


[١] بياض بالأصل وفي الكامل ج ١٢ ص ٢٤٨: «وأرسل إلى كل واحد منهما ألف قباء وألف قلنسوة ومناطق الذهب وسيوفا كثيرة وجترين ومائة رأس من الخيل، وأرسل الى كل واحد منهما رسولا، فقبل الذر الخلع وردّ الجتر وقال: نحن عبيد ومماليك والجتر له أصحاب، وسار رسول ايبك إليه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>