للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسفار تنقّل مرداويج في البلاد يملكها، فملك قزوين، ثم الريّ، ثم همذان، ثم كنكور، ثم الدّينور، ثم دجرد [١] ، ثم قم، ثم قاشان، ثم أصفهان، ثم جرباد [٢] . واستفحل ملكه وعتا وتكبّر، وجلس على سرير الذهب، وأجلس أكابر قوّاده على سرير الفضّة، وتقدّم لعسكره بالوقوف على البعد منه، ونودي بالخطّاب بينهم وبين حاجبه.

[(استيلاء مرداويج على طبرستان وجرجان)]

قد ذكرنا أنّ الألفة الواقعة بين مرداويج وما كان وتظاهرهما على أسفار حتى قتل وثبت مرداويج في الملك، واستفحل أمره فتطاول إلى ملك طبرستان وجرجان.

وسار إليهما سنة ست عشرة وثلاثمائة فانهزم ما كان أمامه واستولى مرداويج على طبرستان، وولّى عليها أسفهسلان، وأمّر على عسكره أبا القاسم [٣] ، وكان حازما شجاعا. ثم سار إلى جرجان فهرب عامل ما كان عنها وملكها مرداويج، وولّى عليها صهره أبا القاسم المذكور خليفة عنه، ورجع إلى أصفهان ولحق أبو القاسم وهزمه، فرجع السائر إلى الديلم ولحق ما كان بنيسابور، واستمدّ أبا علي بن المظفّر صاحب جيوش ابن سامان، فسار معه في عساكره إلى جرجان فهزمهما أبو القاسم ورجعا إلى نيسابور. ثم سار ما كان إلى الدّامغان فدفعه عنها أبو القاسم فعاد إلى خراسان.

[(استيلاء مرداويج على همذان والجبل وحروبه مع عساكر المقتدر)]

لما ملك مرداويج بلاد الريّ أقبلت الديلم إليه، فأفاض فيهم العطاء وعظمت عساكره، فلم تكفه جباية أعماله، وامتدّت عينه إلى الأعمال التي تجاوره، فبعث إلى


[١] هي بروجرد.
[٢] جرباذقان: ابن الأثير ج ٨ ص ١٩٦.
[٣] هكذا بالأصل وفي الكامل ج ٨ ص ١٩٧: «واستولى على طبرستان ورتّب فيها بلقاسم بن بانجين وهو أسفهسلار عسكره، وكان حازما، شجاعا، جيّد الرأي» .

<<  <  ج: ص:  >  >>