للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وديار بكر. ثم سار ركن الدولة بن بويه إلى بلاد وشمكير سنة ست وثلاثين وثلاثمائة ومعه الحسن بن الفيرزان مددا، ولقيهما وشمكير فانهزم أمامهما، ولحق بخراسان مستنجدا بابن سامان، وملك ركن الدولة طبرستان وسار منها إلى جرجان فأطاعه الحسن بن الفيرزان وولّاه ركن الدولة عليها، واستأمن إليه قوّاد وشمكير ورجع إلى أصفهان.

[(بداية بني شاهين ملوك البطيحة أيام بني بويه)]

كان عمران بن شاهين من أهل الجامدة وكان يتصرّف في الجباية، وحصل منها بيده مال فصرفه وهرب إلى البطيحة ممتنعا من الدولة. وأقام هنالك بين القصب والآجام يقتات بسمك الماء وطيره، ويأخذ الرفاق التي تمرّ به، واجتمع إليه لصوص الصيّادين فقوي وامتنع على السلطان وتمسّك بطاعة أبي القاسم بن البريدي بالبصرة فقلّده حماية الجامدة وحماية البطائح ونواحيها، فعزّ جانبه وكثر جمعه وسلاحه، واتّخذ معاقل على التلال بالبطيحة وغلب على تلك النواحي. وأهمّ معزّ الدولة أمره وبعث وزيره أبا جعفر الصيمريّ في العساكر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وحصره، وأيقن بالهلاك وما نفس عن مخنقه إلا وصول الخبر بوفاة عماد الدولة بن بويه، ومبادرة الوزير الصيمريّ إلى شيراز، فعاد عمران إلى حاله وقوي أمره كما يأتي في أخبار دولته.

[(وفاة عماد الدولة بن بويه وولاية عضد الدولة ابن أخيه على بلاد فارس مكانه)]

ثم توفي عماد الدولة أبو الحسن علي بن بويه بمدينة شيراز كرسي مملكة فارس في منتصف سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة بعد أن كان طلب من أخيه ركن الدولة أن ينفذ إليه ابنه عضد الدولة، فتأخر ليوليه عهده إذ لم يكن له ولد ذكر، فأنفذه إليه ركن الدولة في جماعة من أصحابه لسنة بقيت من حياته. وركب عماد الدولة للقائه ودخل

<<  <  ج: ص:  >  >>