للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرمسين بعد أن هزمه قراتكين أوّلا. ونزل العسكر فكرّ عليهم بدر فهزمهم وأثخن فيهم ونجا قراتكين في الفلّ إلى جسر النهروان حتى اجتمع إليه المنهزمون، ودخل بغداد واستولى بدر على أعمال الجيل. ولما رجع قراتكين أغرى الجند بالشغب على الوزير أبي منصور بن صالحان، فأصلح مشرف الدولة بينه وبين قراتكين. وحقدها له فقبض عليه بعد أيام وعلى جماعة من أصحابه، واستصفى أموالهم وشغب الجند من أجله فقتله، وقدّم عليهم مكانه طغان الحاجب. ثم قبض سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة على شكر الخادم خالصة أبيه عضد الدولة وخالصته، وكان يحقد عليه من أيام أبيه من سعاياته فيه منها إخراجه من بغداد إلى كرمان تقرّبا إلى أخيه صمصام الدولة بإخراجه. فلما ملك مشرف الدولة بغداد اختفى شكر فلم يعثر عليه، وكان معه في اختفائه جارية حسناء فعلقت بغيره، وفطن لها فضربها فخرجت مغاضبة له.

وجاءت إلى مشرف الدولة فدلّت عليه فأحضره وهمّ بقتله، وشفع فيه نحرير الخادم حتى وهبه له. ثم استأذن في الحجّ وسار من مكّة إلى مصر فاختصّه خلفاء الشيعة وأنزلوه عندهم بالمنزلة الرفيعة.

[(وفاة مشرف الدولة وولاية أخيه بهاء الدولة)]

ثم توفي مشرف الدولة أبو الفوارس سرديك بن عضد الدولة ملك العراق في منتصف تسع وسبعين وثلاثمائة لثمانية أشهر وسنتين من ملكه، ودفن بمشهد عليّ عليه السلام. ولما اشتدّت علته بعث ابنه أبا علي إلى بلاد فارس بالخزائن والعدد مع أمّه وجواريه في جماعة عظيمة من الأتراك، وسأله أصحابه أن يعهد فقال: أنا في شغل عن ذلك، فسألوه نيابة أخيه بهاء الدولة ليسكن الناس إلى أن يستفيق من مرضه، فولّاه نيابته.

ولما جلس بهاء الدولة في دست الملك، ركب إليه الطائع فعزّاه وخلع عليه خلع السلطنة، وأقرّ بهاء الدولة أبا منصور بن صالحان على وزارته.

[(وثوب صمصام الدولة بفارس وأخباره مع أبي علي ابن أخيه مشرف الدولة)]

قد تقدّم لنا أن صمصام الدولة اعتقله أخوه مشرف الدولة بقلعة ورد قرب شيراز من

<<  <  ج: ص:  >  >>