للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو القاسم الحسين، ثم قتله الحاكم فهرب ابنه أبو القاسم إلى مفرّج بن الجرّاح أمير طيِّئ بالشام، وداخله في الانتقاض على العبيديّين بأبي الفتوح أمير مكة فاستقدمه وبايع له بالرملة. ثم صونع مع مصر بالمال فانحلّ ذلك الأمر ورجع أبو الفتوح إلى مكة، وقصد أبو القاسم العراق واتصل بالعميد فخر الملك أبي غالب، فأمره القادر بإبعاده، فقصد الموصل واستوزره صاحبها، ثم نكبه وعاد الى العراق، وتقلّب به الحال إلى أن وزر بعد مؤيد الملك الرجّحي، فساء تصرّفه في الجند وشغب الأتراك عليه وعلى الأثير عنبر بسببه، فخرجا إلى السّندية، وخرج معهما مشرف الدولة فأنزلهم قرواش. ثم ساروا إلى أوانا، وندم الأتراك فبعثوا المرتضى وأبا الحسن الزينبي يسألون الإقالة، وكتب إليهم أبو القاسم المغربي بأنّ أرزاقكم عند الوزير مكرا به.

وشعر بذلك فهرب إلى قرواش لعشرة أشهر من وزارته، وجاء الأتراك إلى مشرف الدولة والأثير عنبر فردّهما إلى بغداد.

[(وفاة سلطان الدولة بفارس وملك ابنه أبي كليجار وقتل ابن مكرم)]

ثم توفي سلطان الدولة أبو شجاع بن بهاء الدولة صاحب فارس بشيراز، وكان محمد بن مكرم صاحب دولته، وكان هواه مع ابنه أبي كليجار، وهو يومئذ أمير على الأهواز، فاستقدمه للملك بعد أبيه وكان هوى الأتراك مع عمّه أبي الفوارس صاحب كرمان فاستقدموه. وخشي محمد بن مكرم جانبه وفرّ عنه أبو المكارم إلى البصرة، وسار العادل أبو منصور بن مافنّة إلى كرمان لاستقدام أبي الفوارس وكان صديقا لابن مكرم [١] فحسن أمره عند أبي الفوارس، وأحال الأجناد بحق البيعة على ابن مكرم فضجر وماطلهم، فقبض عليه أبو الفوارس وقتله. ولحق ابنه القاسم بأبي كليجار بالأهواز فتجهّز إلى فارس، وقام بتربيته بابن مزاحم [٢] صندل


[١] يبدو ان أبا منصور بن مافنة كان صديقا لابن مكرم هكذا يقتضي السياق وفي الكامل ج ٩ ص ٣٣٧:
«فقال له العادل أبو منصور بن مافنة: الصلحة أن تقصد سيراف، وتكون مالك أمرك، وابنك أبو القاسم بعمان، فتحتاج الملوك إليك. فركب سفينة ليمضي اليها، فأصابه برد فبطل عن الحركة، وأرسل العادل بن مافنة إلى كرمان لإحضار أبي الفوارس» .
[٢] المعنى غير واضح وفي الكامل ج ٩ ص ٣٣٨: «وقام بأمره أبو مزاحم صندل الخادم، وكان مربيه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>