للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأصبهبذ وابنان له ووزيره، وهلك في الأسر منتصف سنة تسع عشرة وأربعمائة وتحصّن علي بن عمران بقلعة كنكور فحاصره بهاء الدولة، وصار [١] ولكين إلى صهره منوجهر قابوس وأطمعه في الدخس [٢] . وكان ابنه صهر علاء الدولة على ابنته وأقطعه مدينة قمّ فعصى عليه وبعث إلى أبيه ولكين. فسار بعساكره وعساكر منوجهر ونازلوا مجد الدولة بن بويه بالريّ وجرت بينهم وقائع فصالح علاء الدولة عليّ بن عمران ليسير إليهم فارتحلوا عن الريّ. وجاء علاء الدولة إليها وأرسل إلى منوجهر يوبخه ويتهدّده فسار منوجهر وتحصّن بكنكور وقتل الذين قتلوا أبا جعفر ابن عمّه وقبل الشرط [٣] ، وخرج إلى علاء الدولة فأقطعه الدينور عوضا عن كنكور، وأرسل منوجهر إلى علاء الدولة في الصلح فصالحه.

[(دخول خفاجة في طاعة أبي كليجار)]

كان هؤلاء خفاجة وهم من بني عمرو بن عقيل موطنين بضواحي العراق ما بين بغداد والكوفة وواسط والبصرة. وأميرهم بهذه العصور منيع بن حسّان، وكانت بينه وبين صاحب الموصل منافسات جرّتها المناهضة والجوار، فتردّدت الرسل بين السلم والحرب. وسار منيع بن حسّان سنة سبع عشرة وأربعمائة إلى الجامعين من أعمال دبيس فهبها، وسار دبيس في طلبه ففارق الكوفة وقصد الأنبار من أعمال قرواش فحاصرها أيام، ثم افتتحها وأحرقها، وجاء قرواش لمدافعته ومعه غريب بن معن فلم يجدوه فمضوا إلى القصر فخالفهم منيع إلى الأنبار فعاث فيها ثانية. فسار قرواش إلى الجامعين واستنجد دبيس بن صدقة فسار معه في بني أسد، ثم خاموا عن لقاء منيع فافترقوا ورجع قرواش إلى الأنبار فأصلحها، ورمّ أسوارها. وكان دبيس وقرواش في


[١] مقتضى السياق: سار
[٢] وفي نسخة اخرى الدخكث وفي الكامل ج ٩ ص ٣٥٨: «وأطمعه في الريّ وملكها.»
[٣] المعنى مضطرب ولا يخلو من التشويش وفي الكامل ج ٩ ص ٣٥٨: «وجمع عنده الذخائر بكنكور، وقصده علاء الدولة وحصره وضيّق عليه، فغنى ما عنده، فأرسل يطلب الصلح، فاشترط علاء الدولة أن يسلّم قلعة كنكور والذين قتلوا أبا جعفر عمه، والقائد الّذي سيّره إليه منوجهر، فأجابه الى ذلك وسيّرهم إليه، فقتل قتلة ابن عمّه، وسجن القائد وتسلّم القلعة، وأقطع عليّا عوضا عنها مدينة الدينور، وأرسل منوجهر إلى علاء الدولة فصالحه، فأطلق صاحبه.»

<<  <  ج: ص:  >  >>