للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورافع [١] فشكر له أبو كاليجار، وانتزع من يده قلعة يزدشير وهي تعلقه [٢] ثم استمال أجناده فقتلهم بهرام، واستوحش فسار إليه أبو كاليجار، وانتهى إلى قصر مجامع [٣] من خراسان فطرقه المرض وضعف عن الركوب فرجعوا به إلى مدينة خبايا وتوفي بها في جمادى الأولى سنة أربعين وأربعمائة، لأربع سنين وثلاثة أشهر من ملكه العراق.

ولما توفي نهب الأتراك خزائنه وسلاحه ودوابه وانتقل ولده أبو منصور فلاستون إلى مخيم الوزير أبي منصور وكانت منفردة عن العسكر فأقام عنده، واختلف الأتراك والديلم وأراد الأتراك نهب الأمير والوزير فمنعهم الديلم، واختلفوا إلى شيراز فملكها الأمير أبو منصور وامتنع الوزير بقلعة حزقه، وبلغ وفادة أبي كاليجار إلى بغداد وبها ابنه أبو نصر، فاستخلف الجند وأمر القائم بالخطبة على عادة قومه. وسأل أن يلقّب بالرحيم فمنع الخليفة من ذلك أدبا ولقّبه به أصحابه واستقرّ بالعراق وخوزستان والبصرة.

وكان بالبصرة أخوه أبو علي فأقرّه عليها. ثم بعث أخاه أبا سعد في العساكر في شوّال من السنة إلى شيراز فملكها وخطبوا له بها وقبضوا على أخيه أبي منصور وأمّه وجاءوا بهما إليه. وكان الملك العزيز بن جلال الدولة عند إبراهيم نيّال لحق به بعد مهلك أبيه. فلما مات أبو كاليجار زحف إلى البصرة طامعا في ملكها فدافعه الجند الذين بها، وبلغه استقامة الملك ببغداد للرحيم فأقطع وذهب إلى ابن مروان فهلك عنده كما مرّ.

[(ملك الملك الرحيم بن أبي كاليجار ومواقعة)]

قد تقدّم لنا أن أبا منصور فلاستون بن أبي كاليجار سار إلى فارس بعد موت أبيه فملكها، وأنه بعث أخاه أبا سعيد بالعساكر فقبضوا عليه وعلى أمه، ثم انطلق ولحق بقلعة إصطخر ببلاد فارس، فسار الملك الرحيم من الأهواز في اتباعه سنة إحدى وأربعين وأطاعه أهل شيراز وجندها، ونزل قريبا منها. ثم وقع الخلاف بين جند شيراز وبين جند بغداد، وعادوا إلى العراق فعاد معهم الملك الرحيم لارتيابه بجند


[١] مقتضي السياق ورفع، اي رفع المال الى أبي كاليجار
[٢] هي قلعة بردسير، ومقتضى السياق وهي معقلة اي الّذي يحتمي به ويعوّل عليه.
[٣] قصر مجاشع: ابن الأثير ج ٩ ص ٥٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>