للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ودوّخ البلاد وقفل، فجاءوا في أثره وكبسوه وقتلوا أيضا بخطط ملك الإنجاز إلى مدينة تفليس فقال: وفي سنة تسع وعشرين وأربعمائة زحف ملك الأنجاز إلى أذربيجان ليتعرّف المسلمين على حين وصول الغز إلى أذربيجان وما فعلوه فيها، وسمع الأنجاز بأخبارهم فأجفلوا عن مخلفهم، ووصل وهشوذان صاحب أذربيجان وصرف نظره إلى ملاطفة الغزّ ومصاهرتهم ليستعين بهم كما مرّ [١] . هذا آخر ما وجدناه من أخبار ملوك أذربيجان، والله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.

[(الخبر عن بني شاهين ملوك البطيحة ومن ملكها من بعدهم من قرابتهم وغيرهم وابتداء ذلك ومصايره)]

كان عمران بن شاهين من الجامدة، وكان يتصرّف في الجباية، وحصل بيده منها مال فتخوّف وألحّ عليه الطلب فهرب إلى البطيحة ممتنعا من الدولة. وكان له نجدة وبأس وصبر على الشظف فأقام هنالك بين القصب والآجام يقتات بسمك الماء والطير، ويتعرّض للرفاق التي تمرّ بالطريق فيأخذها. واجتمع إليه لصوص الصيّادين فقوي وامتنع على السلطان، وتمسك بخدمة أبي القاسم بن البريديّ صاحب البصرة فأمّنه، ووصل حبل الطاعة بيده وقلّده حماية تلك النواحي إلى الجامدة دفعا لضرره عن السابلة، فعزّ جانبه وكثر جمعه وسلاحه، واتخذ معاقل على التلال بالبطائح وغلب على تلك النواحي، ولما استولى معزّ الدولة على بغداد، وقام بكفالة الخلافة والنظر في أمورها، أهمه شأن عمران هذا وامتناعه في معاقلة في نواحي بغداد، فجهّز إليه وزيره أبا جعفر الصيمريّ في العساكر، وسار إليه سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وتعدّدت بينهما الحروب والوقائع، ثم هزمه الصيمريّ. ثم أتاه الخبر بمسيره إلى شيراز كما تقدّم في أخبار دولتهم.


[١] العبارة غير واضحة وفي الكامل ج ٩ ص ٤٥٧: «في هذه السنة حصر ملك الأبخاز مدينة تفليس، وامتنع أهلها عليه، فأقام محاصرا ومضيقا فنفدت الأقوات وانقطعت الميرة، فأنفذ أهلها الى أذربيجان يستفرون المسلمين ويسألونهم اعانتهم، فلما وصل الغز الى أذربيجان وجمع الإنجاز بقربهم، وبما فعلوا بالأرمن، ورحلوا عن تفليس مجفلين خوفا، ولما رأى وهشوذان صاحب أذربيجان قوة الغز وأنه لا طاقة له بهم لاطفهم وصاهرهم واستعان بهم»

<<  <  ج: ص:  >  >>