للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(اجلاء بني معروف من البطيحة)]

كان بنو معروف هؤلاء أمراء بالبطيحة في آخر المائة السادسة، ولا أدري ممن هم. فلما استجمع للخلفاء أمرهم وخرجوا عن استبداد ملوك السلجوقية واقتطعوا الأعمال من أيديهم شيئا فشيئا فصار لهم الحلّد والكوفة وواسط والبصرة وتكريت وهيت والأنبار والحديثة. وجاءت دولة الناصر وبنو معروف على البطيحة وكبيرهم معلّى. قال ابن الأثير وهم قوم من ربيعة، كانت بيوتهم غربي الفرات تحت سوراء وما يتصل بها من البطائح، وكثرت أذاياتهم وإفسادهم في النواحي. وبلغت الشكوى بهم إلى الديوان فأمر الخليفة الناصر مغذا [١] الشريف متولّي بلاد واسط أن يسير إلى قتالهم فاستعدّ لذلك. وجمع من سائر تلك الأعمال، فسار إليهم سنة ست عشرة وستمائة العير من بلاد البطيحة وفشا القتل بينهم. ثم انهزم بنو معروف، وتفرّقوا بين القتل والأسر والغرق، واستبيحت أموالهم وانتظمت البطيحة في أعمال الناصر، ولم يبق بها ملك ولا دولة.

[(الخبر عن دولة بني حسنويه من الأكراد القائمين بالدعوة العباسية بالدينور والصامغان ومبدإ أمورهم وتصاريف أحوالهم)]

كان حسنويه بن الحسين الكردي من طائفة الأكراد يعرفون بالريزنكاس، وعشيرة منهم يسمّون الدويلتية، وكان مالكا قلعة سرياج وأميرا على البررفكان. وورث الملك عن خاليه ونداد وغانم ابني أحمد بن عليّ، وكان صنفهما من الأكراد يسمون العبابيّة [٢] وغلبا على أطراف الدينور وهمذان ونهاوند والصامغان، وبعض نواحي


[١] معدا: ابن الأثير ج ١٢ ص ٣٥٦
[٢] هكذا بالأصل وهناك تحريف في الأسماء وفي الكامل ج ٨ ص ٧٠٥: «في هذه السنة- ٣٦٩- توفي حسنويه بن الحسين الكردي البرزيكاني بسرماج، وكان أميرا على جيش من البرزيكان يسمّون البرزينية، وكان خالاه: ونداد وغانم ابنا أحمد أميرين على صنف آخر منهم يسمّون العيشانية» .

<<  <  ج: ص:  >  >>