للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبكاه جكرمش وكانت تحت ياقوتي بنت عمه سقمان فمضت الى أبيها وجمعت التركمان وجاء [١] بهم الى نصيبين لطلب الثأر فبعث اليه جكرمش ما أرضاه من المال في ديته.

فرجع وأقام بماردين بعد ياقوتي أخوه على طاعة جكرمش وخرج منها لبعض المذاهب وكتب نائبة بها الى عمه سقمان بأنه تملك ماردين على جكرمش فبادر إليها سقمان واستولى عليها وعوض عنها ابن أخيه جبل جور وأقامت ماردين في حكمه مع حصن كيفا واستضاف إليها نصيبين ثم بعث إليها فخر الملك بن عمار صاحب طرابلس يستنجده على الافرنج وكان استبدّ بها على الخلفاء العبيد بين أهل مصر وثار له الافرنج عند ما ملكوا سواحل الشام فبعث بالصريخ إلى سقمان بن ارتق سنة ثمان وتسعين فأجابه وبينما هو يتجهز للمسير وافاه كتاب طغتكين صاحب دمشق المستبدّ بها من موالي بني تتش يستدعيه لحضور وفاته خوفا على دمشق من الفرنج فأسرع السير معتزما على قصد طرابلس وبعدها دمشق فانتهى إلى القريتين وندم طغتكين على استدعائه وجعل يدبر الرأي مع أصحابه في صرفه ومات هو بالقريتين فكفاهم الله تعالى أمره وقد كان أصحابه عند ما أيقن بالموت أشاروا عليه بالعود إلى كيفا فامتنع وقال هذا جهاد وان مت كان لي ثواب شهيد.

[خروج منكبرس على السلطان محمد ونكبته]

كان منكبرس بن يورس [٢] بن البارسلان مقيما بأصبهان وانقطعت عنه المواد من السلطان فخرج إلى نهاوند ودعا لنفسه وكاتب الأمراء بني برسق بخوزستان يدعوهم إلى طاعته وكان أخوهم زنكين عند السلطان محمد فقبض عليه وكاتب إخوته في التدبير على منكبرس فأرسلوا إليه بالطاعة حتى جاءهم فقبضوا عليه بخوزستان وبعثوا به إلى أصبهان فاعتقل مع ابن عمه تتش وأطلق زنكين بن برسق وأعيد إلى مرتبته وكانت اقطاع بني برسق الأسير وسابور وخوزستان وغيرها ما بين الأهواز وهمدان فعوضهم عنها بالدينور وأخرجهم من تلك الناحية والله تعالى أعلم.


[١] كذا بياض بالأصل: وفي الكامل ج ١٠ ص ٣٩٢: وجمعت التركمان وطلبت بثأر ابن ابنها وحصر سلمان نصيبين، وهي لجكرمش، فسير جكرمش إلى سكمان مالا كثيرا سرا فأخذه ورضي وقيل: أنه قتل في الحرب ولا يعرف قاتله.
[٢] وفي الكامل بور برس وفي كتب التاريخ الحديثة بربروس.

<<  <  ج: ص:  >  >>