للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فانعقد بينهما على ما أحبه القوم وأضيف الى عبد الرحمن ولاية أذربيجان وارّان الى خلخال عوضا من جاولي الطغرلي واستوزر أبا الفتح بن دراست وزير بوزابة وقد كان السلطان سنة تسع وثلاثين قبض على وزيره اليزدجردي واستوزر مكانه المرزبان بن عبد الله بن نصر الأصبهاني وسلم اليه اليزدجردي واستصفى أمواله فلما كان هذه السنة وفعل بوزابة في صلح القوم ما فعل اعتضد بهم على مقامه عند السلطان وتحكم عليه وعزل وزيره واستوزر له أبا الفتح هذا.

[مقتل طغايرك [١] وعباس]

قد قدّمنا ان طغايرك وعبد الرحمن تحكما على السلطان واستبدّا عليه ثم آل أمره الى أن منعا بك ارسلان المعروف بابن خاص بك بن البتكري [٢] من مباشرة السلطان وكان تربيته وخاصا به ونجيّ خلوته وتجهز طغايرك لبعض الوجوه فحمله في جملته فأسرّ السلطان الى بك ارسلان الفتك بطغابرك وداخل رجال العسكر في ذلك فأجاب منهم زنكي جاندار ان يباشر قتله بيده ووافق بك ارسلان جماعة من الأمراء واعترضوا له في موكبه فضربه الجاندار فصرعه عن فرسه وأجهز عليه ابن خاص بك ووقف الأمراء الذين واطئوه على ذلك دون الجاندار فمنعوه وكان ذلك بظاهر صهوة [٣] وبلغ الخبر الى السلطان مسعود ببغداد ومعه عباس صاحب الريّ في جيش كثيف فامتعض لذلك ونكره فداراه السلطان حتى سكن وداخل بعض الأمراء في قتله فأجابوه وتولى كبر ذلك البقش حروسوس [٤] للحف وأحضر السلطان عبّاسا وأدخله في داره وهذان الأميران عنده وقد أكمنوا له في بعض المخادع رجالا وعدلوا به الى مكانهم فقتلوه ونهبت خيامه وأصاخت البلاد لذلك ثم سكنت وكان عبّاس من موالي السلطان محمود وكان عادلا حسن السيرة وله مقامات حسان في جهاد الباطنية وقتل في ذي القعدة سنة احدى وأربعين ثم حبس السلطان أخاه سليمان شاه في قلعة تكريت وسار عن بغداد الى أصبهان والله سبحانه وتعالى وليّ التوفيق.


[١] وقد ورد اسمه أيضا طغايرك
[٢] ورد في بعض النسخ المعروف بابن خاص بك بن بتكرى.
[٣] كذا بالأصل وفي معجم البلدان: صهوة كل شيء اعلاه والصهوة بنواحي المدينة. وفي الكامل: قتله بظاهر جنزة. وجنزة اسم مدينة باران كما في معجم البلدان واستنادا الى رواية معجم البلدان تكون رواية ابن الأثير أصح.
[٤] وفي الكامل: البقش كون خر وتنر، وهو أمير اللحف.

<<  <  ج: ص:  >  >>