للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مقتل بوزابة صاحب فارس]

قد تقدّم لنا أنّ طغايرك كان مستظهرا على السلطان بعبّاس صاحب الريّ وبوزابة صاحب فارس وخوزستان فلما قتل طغايرك وامتعض له عبّاس قتل اثره وانتهى الخبر الى بوزابة فجمع العساكر وسار الى أصبهان سنة اثنتين وأربعين فحاصرها وبعث عسكرا آخر لحصار همذان وآخر الى قلعة الماهكي من بلاد اللحف وكان بلاد اللحف من قلاع البقش كوزحر [١] فسار اليها ودفعهم عنها ثم سار بوزابة عن أصبهان لطلب السلطان مسعود فامتنع وتراجفا بمرج مزاتكن واشتدّ القتال بينهما وكبا الفرس ببوزابة وسيق إلى السلطان فقتل بين يديه وقيل أصابه سهم فسقط ميتا وانهزمت عساكره وكان هذا الحرب من أعظم الحروب بين السلجوقية.

[انتقاض الأمراء على السلطان]

ولما قتل طغايرك وعباس وبوزابة اختص بالسلطان ابن خاص بك لميله اليه واطرح بقية الأمراء فاستوحشوا وارتابوا بأنفسهم أن يقع بهم ما وقع بالآخرين ففارقوه وساروا نحو العراق أبو ركن المسعودي صاحب كنجة وارّان والبقش كوزحر صاحب الجبل والحاجب خريطاي المحمودي شحنة واسط وابن طغايرك والركن وقرقوب ومعهم ابن أخي السلطان وهو محمد بن محمود وانتهوا الى حرّان فاضطرب الناس ببغداد وغلت الأسعار وبعث اليهم المقتفي بالرجوع فلم يرجعوا ووصلوا الى بغداد في ربيع الآخر من سنة ثلاث وأربعين ونزلوا بالجانب الشرقي وهرب أجناد مسعود شحنة بغداد الى تكريت ووصل اليهم علي بن دبيس صاحب الجبلة ونزل بالجانب الغربي وجمع الخليفة العساكر ثم قاتل العامة عساكر الأمراء فاستطردوا لهم ثم كروا عليهم فملئوا الأرض بالقتلى ثم جاست خيولهم خلال الديار فنهبوا وسبوا ثم جاءوا مقايل التاج يعتذرون وردّدوا الرسل الى الخليفة سائر يومهم ثم ارتحلوا من الغد الى النهر وان فعاثوا فيها وعاد مسعود من بلاد تكريت الى بغداد ثم افترق الأمراء وفارقوا العراق ثم عاد البقش كوزحر والطرنطاي وابن دبيس سنة أربع وأربعين ومعهم ملك شاه بن محمود وهو ابن أخي السلطان وطلبوا من الخليفة الخطبة لملك شاه فأبى وجمع العساكر وشغل بما كان فيه من أمر عم السلطان سنجر وذلك أن السلطان سنجر بعث اليه يلومه في تقديم ابن خاص بك ويأمره بابعاده وتهدّده فغالطه ولم يفعل فسار الى الريّ فبادر اليه مسعود وترضاه فرضي عنه ولما علم البقش كوزحر مراسلة


[١] وفي بعض النسخ كون خر.

<<  <  ج: ص:  >  >>