للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلويين أبو القاسم زيد بن الحسن الحسيني وآخذهم على ما فعله آباؤهم بأهل البلد من أهل البلد من النهب والاعتداء على الناس في أموالهم وحرصهم فأخذ هؤلاء الأعيان ينهونهم كأنهم لم يضربوا على أيديهم [١] وقتل جماعة من أهل الفساد فخرب البلد وامتدّت الايدي الى المساجد والمدارس وخزائن الكتب وأحرق بعضها ونهب بعضها وانتقل المؤيد الى الشادباخ فأصلح سوره وسدّ ثلمة وسكنه وخرب نيسابور بالكلية وكان الّذي اختط هذا الشادباخ عبد الله بن طاهر أيام ولايته على خراسان يتفرد بسكناه هو وحشمه عن البلد تجافيا عن مزاحمتهم ثم خربت وجدّدها البارسلان ثم خربت فجدّدها الآن المؤيد وخربت نيسابور بالكلية ثم زحف الغز والخان محمود معهم وهو ملك خراسان لذلك العهد فحاصروا المؤيد بالشادباخ شهرين ثم هرب الخان عنهم الى شهرستان كأنه يريد الحمام وأقام بها وبقي الغز إلى آخر شوّال ثم رجعوا فنهبوا البلاد ونهبوا طوس ولما دخل الخان الى نيسابور أمهله المؤيد الى رمضان سنة سبع وخمسين ثم قبض عليه وسمله وأخذ ما كان معه من الذخائر وحبسه وحبس معه جلال محمد فماتا في محبسهما وخطب المؤيد لنفسه بعد المستنجد ثم زحف المؤيد الى شهرستان وقرب نيسابور فحاصرها حتى نزلوا على حكمه في شعبان سنة تسع وخمسين ونهبها عسكره ثم رفع الايدي عنها واستقامت في ملكه والله أعلم.

[فتح المؤيد طوس وغيرها]

ثم زحف المؤيد الى قلعة دسكرة من طوس وكان بها أبو بكر جاندار ممتنعا فحاصره بها شهرا وأعانه أهل طوس لسوء سيرته فيهم ثم جهده الحصار فاستأمن ونزل فحبسه وسار الى كرمان فأطاعوه وبعث عسكرا الى أسفراين فتحصن بها رئيسها عبد الرحمن بن محمد بالقلعة فحاصره واستنزله وحمله مقيدا الى الشادباخ فحبس ثم قتل في ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين ثم ملك المؤيد قهندر ونيسابور واستفحل ملكه وعاد الى ما كان عليه وعمر الشادباخ وخرّب المدينة العتيقة ثم بعث عسكرا الى بوشنج وهراة وهي في ولاية محمد بن لحسين ملك الغور فحاصرها وبعث الملك محمد عسكرا لمدافعته فأفرجوا عنها وصفت ولاية هراة للغورية.


[١] وفي الكامل: وحبسهم في ربيع الأخر سنة ست وخمسين وقال: أنتم الذين أطعتم الزنود والمفسدين حتى فعلوا هذه الفعال ولو أردتم منعهم لامتنعوا (ج ١١ ص ٢٧١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>