للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من دخول البلد مضى الى حصون له وأقام بها ونصب طغركين الطفل ابن دقاق وخطب له واستبدّ عليه وأحسن الى الناس واستقام أمره والله تعالى وليّ التوفيق وهو نعم الرفيق.

[الحرب بين طغركين والفرنج أشهرا]

كان قمص من قمامصة الفرنج على مرحلتين من دمشق فلج بالغارات على دمشق فجمع طغركين العساكر وسار اليه وجاء معرون ملك القدس وعكا من الفرنج بانجاد القمص فأظهر الغنية [١] عليه وعاد الى عكا وقاتل طغركين [٢] القمص فهزمه وأحجزه بحصنه ثم حاصره حتى ملك الحصن عنوة وقتل أهله وأسر جماعته وعاد الى دمشق ظافرا غانما ثم سار الى حصن رمسة من حصون الشام وقد ملكه الفرنج وبه ابن أخت سميل المقيم على طرابلس يحاصرها فحاصر طغركين حصن رمسة حتى ملكه وقتل أهله من الفرنج وخرّبه والله أعلم.

[مسير رضوان صاحب حلب لحصار نصيبين]

ثم ان رضوان صاحب حلب اعتزم غزو الفرنج واستدعى الأمراء من النواحي لذلك فجاءه أبو الغازي بن ارتق الّذي كان شحنة ببغداد وأصبهان وصباوو والبي بن ارسلان ماش صاحب سنجار وهو صهر جكرمش صاحب الموصل وأشار أبو الغازي بالمسير الى بلاد جكرمش للاستكثار بعسكرها وأموالها ووافقه البي وساروا الى نصيبين في رمضان سنة تسع وتسعين وأربعمائة فحاصروها وفيها أميران من قبل جكرمش واشتدّ الحصار وجرح البي بن ارسلان بسهم أصابه فعاد الى سنجار وأجفل أهل السواد الى الموصل وعسكر جكرمش بظاهرها معتزما على الحرب ثم كاتب أعيان العسكر وحثهم على رضوان وأمر أصحابه بنصيبين بإظهار طاعته وطلب الصلح معه وبعث الى رضوان بذلك والامداد بما يشاؤه على أن يقبض على أبي الغازي فمال الى ذلك واستدعى أبا الغازي فخبره أنّ المصلحة في صلح


[١] كذا بياض بالأصل، وفي الكامل ج ١٠ ص ٣٩٩: فسار بغدوين ملك القدس وعكا وغيرها الى هذا القمص ليعاضده ويساعده على المسلمين، فعرّفه القمص غناه عنه وانه قادر على مقارعة المسلمين ان قاتلوه فعاد بغدوين الى عكا.
[٢] كذا وفي الكامل: طغتكين بدلا من طغركين. ج ١٠ ص ٣٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>