للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلعة حارم [١] قرب انطاكية وهي للافرنج فحاصرها حتى صالحوه على نصف خراجها فرجع عنها ومليء الافرنج رعبا منه ومن استبداد المسلمين به وذهب ما كان عندهم من الطمع.

[واقعة عماد الدين مع بني ارتق]

ولما فرغ عماد الدين من غزو الافرنج وفتح الاثارب وقلعة حارم عاد الى الجزيرة وحاصر مدينة سرخس وهي لصاحب ماردين بينها وبين نصيبين فاجتمع حسام الدين صاحب ماردين وركن الدولة صاحب آمد وهما لابي الغازي صاحب ماردين ابن حسام الدين تمرتاش بن أبي الغازي وصاحب كيفا ركن الدولة داود بن سقمان وتمرتاش بن ارتق وجمعوا من التركمان نحوا من عشرين ألفا وساروا لمدافعة زنكي فهزمهم وملك سرخس وسار ركن الدولة الى جزيرة ابن عمر لينهبها فاتبعه عماد الدين فرجع الى بلده فعاد عنه لضيق مسالكه وملك من قلاعه همرد ورجع الى الموصل الى آخره.

[حصول دبيس بن صدقة في أسر الاتابك زنكي]

قد تقدّم لنا أنّ دبيس بن صدقة لما فارق البصرة سار الى سرخد من قلاع الشام سنة خمس وعشرين باستدعاء الجارية التي خلفها الحسن هنالك ليتزوّج بها وأنه مرّ في الغوطة يجيّ من أحياء كلب فأسروه وحملوه الى تاج الملوك صاحب دمشق وبلغ الخبر الى الاتابك زنكي وكان عدوّا له فبعث فيه الى تاج الملوك بوري وفادى من ابنه سونج والأمراء الذين معه عنده فأطلقهم وبعث بوري اليه بدبيس وهو مستيقن الهلاك فلما وصله أكرمه وأحسن اليه وأزاح علله وبعث المسترشد فيه الى بوري بن طغركين صاحب دمشق فوجده قد فات بتسلمه الى زنكي فذمّ الرسل زنكي فيما فعله فأرصد لهم في طريقهم وسيقوا اليه وهم سديد الدولة بن الانباري وأبو بكر بن نشر الجزري فحبسهما حتى شفع فيهما المسترشد وبقي دبيس عنده حتى انحدر معه الى العراق.


[١] حارم: من اعمال حلب، وهي بلدة صغيرة ذات قلعة وأشجار وأعين ونهر صغير. قال ابن سعيد: هو حصن كثير الأرزاق. وقد خص بالرمان الّذي يظهر باطنه مع عدم العجم وكثرة المياه (أبي الفداء) .

<<  <  ج: ص:  >  >>