للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقدّم سيف الدين قلاون في العساكر فنازل انطاكية في شعبان فسار [١] المنصور صاحب حماة وجماعة البحرية الذين كانوا بأحياء العرب في القفر وكان صاحب انطاكية سمند بن تيمند وكانت قاعدة ملك الروم قبل الإسلام اختطها انطيخس من ملوك اليونانيين واليه تنسب ثم صارت للروم وملكها المسلمون عند الفتح ثم ملكها الافرنج عند ما ساروا الى ساحل الشام أعوام التسعين والأربعمائة ثم استطردها صلاح الدين من البرنس ارناط الّذي قتله في واقعة حطين كما مرّ ثم ارتجعها الافرنج بعد ذلك على يد البرنس الأشتر وأظنه صنكل ثم صارت لابنه تيمند ثم لابنه سمند وكان عند ما حاصرها الظاهر بطرابلس وكان بها كند اصطبل عم يغمور ملك الأرمن أفلت من الواقعة عليه بالذرابند واستقرّ بأنطاكية عند سمند فخرج في جموعه لقتال الظاهر فانهزم أصحابه وأسر كند اصطبل على أن يحمل أهل انطاكية على الطاعة فلم يوافقوه ثم جهدهم الحصار واقتحمها المسلمون عنوة وأثخنوا فيهم ونجا فلهم الى القلعة فاستنزلوا على الأمان وكتب الظاهر الى ملكهم سمند وهو بطرابلس وأطلق كند اصطبل وأقاربه الى ملكهم هيثوم بسيس ثم جمع الغنائم وقسمها وخرب قلعة انطاكية وأضرمها نارا واستأمن صاحب بغراس فبعث اليه سنقر الفارقيّ استاذ داره فملكها وأرسل صاحب عكا الى الظاهر في الصلح وهو ابن أخت صاحب قبرس فعقد له السلطان الصلح لعشر سنين ثم عاد الى مصر فدخلها ثالث أيام التشريق من السنة والله تعالى أعلم.

[الصلح مع التتر]

ثم نهض السلطان من مصر سنة سبع وستين لغزو الافرنج بسواحل الشام وخلف على مصر عز الدين ايدمر الحلي مع ابنه السعيد ولي عهده وانتهى الى ارسوف فبلغه أنّ رسلا جاءوا من عند ابغا بن هلاكو ومرّوا نقفور ملك الروم فبعث بهم الى [٢] فبعث أميرا من حلب لإحضارهم وقرأ كتاب ابغا نقفور تكفر في الصلح ويحتال فيما أذاعه من رسالته فأعاد رسله بجوابهم وأذن للامراء في الانطلاق الى مصر ورجع الى دمشق ثم سار منها في خف من العسكر الى القلاع وبلغه وفاة ايدمر الحلي بمصر فخيم بخربة اللصوص وأغذ السير الى مصر متنكرا منتصف شعبان في خف من التركمان وقد طوى خبره عن معسكره وأوهمهم القعود في


[١] بياض بالأصل وفي اخبار البشر ج ٤ ص ٢٣: ولما فرغ السلطان من فتح طرابلس وهدمها عاد الى الديار المصرية واعطى صاحب حماة الدستور فعاد الى بلده.
[٢] بياض بالأصل ولم نعثر بالمراجع التي بين أيدينا على اسم البلد الّذي أرسلهم اليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>