للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكة ثالث عشر ذي الحجة فوصل المدينة على سبعة أيام ووصل الى الكرك منسلخ السنة ثم وصل دمشق غرة ثمان وستين وسار الى زيارة القدس وقدّم العساكر مع الأمير آقسنقر الى مصر وعاد من الزيارة فأدركهم بتل العجول ووصل القلعة ثالث صفر من السنة والله تعالى أعلم.

[اغارة الافرنج والتتر على حلب ونهوض السلطان اليهم]

كان صمغان من أمراء التتر مقيما ببلاد الروم وأميرا عليها فوقعت المراسلة بينه وبين الافرنج في الاغارة على بلاد الشام وجاء صمغان في عسكره لموعدهم فأغار على أحياء العرب بنواحي حلب وبلغ الخبر الى الظاهر سنة ثمان وستين وهو يتصيد بنواحي الاسكندرية فنهض من وقته الى غزة ثم الى دمشق ورجع التتر على أعقابهم ثم سار الى عكا فاكتسح نواحيها وأثخن فيها وفعل كذلك بحصن الأكراد ورجع الى دمشق آخر رجب ثم الى مصر ومرّ بعسقلان فخرّبها وطمس آثارها وجاءه الخبر بمصر بأنّ الفرنسيس لويس بن لويس وملك انكلترة وملك اسكوسنا [١] وملك نودل وملك برشلونة وهو ريدراكون وجماعة من ملوك الافرنج جاءوا في الاساطيل الى صقلّيّة وشرعوا في الاستكثار من الشواني وآلة الحرب ولم يعرف وجه مذهبهم فاهتم الظاهر بحفظ الثغور والسواحل واستكثر من الشواني والمراكب ثم جاء الخبر الصحيح بأنهم قاصدون تونس فكان من خبرهم ما نذكره في دولة السلطان بها من بني أبي حفص والله تعالى أعلم.

[فتح حصن الأكراد وعكا وحصون صور]

ثم سار السلطان سنة تسع وستين لغزو بلاد الافرنج وسرّح ابنه السعيد في العساكر الى المرقب لنظر الأمير قلاون وببعلبكّ الخزندار وسار هو الى طرابلس فاكتسحوا سائر تلك النواحي لحصن الأكراد عاشر شعبان من السنة فحاصره السلطان عشرا ثم اقتحمت أرباضه وانحجر الافرنج في قلعته واستأمنوا وخرجوا الى بلادهم وملك الظاهر الحصون وكتب الى صاحب الأستبار بالفتح وهو بطرسوس وأجاب بطلب الصلح فعقد له على طرسوس


[١] هي اسكوتلندا

<<  <  ج: ص:  >  >>