للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاستوعبهم السيف وكان الفتح منتصف جمادى سنة سبعين لمائة وثلاث سنين من ارتجاع الكفار لها من يد صلاح الدين سنة سبع وثمانين وخمسمائة وأمر الأشرف بتخريبها فخربت وبلغ الخبر الى الافرنج بصور وصيدا وعتلية وحيفا فأجفلوا عنها وتركوها خاوية ومرّ السلطان بها وأمر بهدمها فهدمت جميعا وانكف راجعا الى دمشق وتقبض في طريقه على لاشين نائب دمشق لأنّ بعض الشياطين أوحى اليه أن السلطان يروم الفتك به فركب للفرار وأتبعه علم الدين سنجر الشجاعي وسار الى بيروت ففتحها ومرّ السلطان بالكرك فاستعفى نائبها ركن الدين بيبرس الدوادار وهو المؤرخ فولى مكانه جمال الدين اتسز الاشرفي ورجع السلطان الى القاهرة فبعث شلامش وخسرو ابني الظاهر من محبسهما بالإسكندرية الى القسطنطينية ومات شلامش هنالك وأفرج عن شمس الدين سنقر الأشقر وحسام الدين لاشين المنصوري اللذين اعتقلهما كما قدّمناه وقبض على علم الدين سنجر نائب دمشق وسيق الى مصر معتقلا وأمر السلطان ببناء الرفوف بالقلعة على أوسع ما يكون وارفعه وبنى القبة بإزائه لجلوس السلطان أيام الزينة والفرح فبنيت مشرفة على سوق الخيل والميدان والله سبحانه وتعالى أعلم.

[فتح قلعة الروم]

ثم سار السلطان سنة احدى وتسعين في عساكره الى الشام بعد أن أفرج عن حسام الدين لاشين وردّه الى إمارته وانتهى الى دمشق ثم سار الى حلب ثم دخل منها الى قلعة الروم فحاصرها في جمادى من السنة وملكها عنوة بعد ثلاثين يوما من الحصار وقاتل المقاتلة الذريعة وخرب القلعة وأخذ فيها بترك الأرمن أسيرا وانكف السلطان راجعا الى حلب فأقام بها شعبان وولى عليها سيف الدين الطباقي نائبا مكان قراسنقر الظاهري لأنه ولاه مقدّم المماليك ورحل الى دمشق فقضى بها عيد الفطر واستراب لاشين النائب فهرب ليلة الفطر وأركب السلطان في طلبه وتقبض عليه بعض العرب في حية وجاء به الى السلطان فبعثه مقيدا الى القاهرة وولى على نيابة دمشق عز الدين أيبك الحميدي عوضا عن علم الدين سنجر الشجاعي ورجع الى مصر فافرج عن علم الدين سنجر الشجاعي وتوفي لسنة بعد إطلاقه ثم قبض على سنقر الأشقر وقتله وسمع نائبة بيدو ببراءة لاشين فأطلقه وتوفي ابن الأثير بعد شهر فولى مكانه ابنه عماد الدين أيوب وكان أيوب قد اعتقله المنصور لأول ولايته فأطلقه الأشرف هذه السنة لثلاث عشرة سنة من اعتقاله واستخلصه للمجالسة والشورى وتوفي

<<  <  ج: ص:  >  >>