للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطاغية، وجاءه طاغية برشلونة مددا بنفسه، فكانت الدبرة على المسلمين.

فانكشفوا في يوم بلاء وتمحيص أواخر صفر سنة تسع وستمائة. وانكفأ راجعا إلى مراكش فهلك في شعبان من السنة بعدها. وكان ابن أذفونش قد ناظر ابن عمه اليهوج [١] صاحب ليون في أن يوالي الناصر ويجرّ الهزيمة على المسلمين ففعل ذلك. ثم رجعوا إلى الأندلس بعد الكائنة للإغارة على بلاد المسلمين، فلقيهم السيد أبو زكريا ابن أبي حفص بن عبد المؤمن قريبا من إشبيليّة فهزمهم، وانتعش المسلمون بها، واتصلت الحال على ذلك والله أعلم.

[(ثورة ابن الفرس)]

كان عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الفرس من طبقة العلماء بالأندلس ويعرف بالمهر، وحضر مجلس المنصور في بعض الأيام وتكلّم بما خشي عاقبته في عقده وخرج من المجلس فاختفى مدّة، ثم بعد مهلك المنصور ظهر في بلاد كزولة وانتحل الإمامة وادّعى أنه القحطاني المراد في قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يقود الناس بعصاه يملأها عدلا كما ملئت جورا» ، إلى آخر الحديث. وكان مما ينسب إليه من الشعر:

قولوا لأبناء عبد المؤمن بن علي ... تأهّبوا لوقوع الحادث الجلل

قد جاء سيّد قحطان وعالمها [٢] ... ومنتهى القول والغلّاب للدول

والناس طوعا عصاه وهو سائقهم ... بالأمر والنهي بحر العلم والعمل

وبادروا [٣] أمره فاللَّه ناصره ... والله خاذل أهل الزيغ والميل

فبعث الناصر اليه الجيوش فهزموه وقتل وسيق رأسه الى مراكش فنصب بها والله أعلم.


[١] وفي نسخة أخرى: الببوج.
[٢] كذا في النسخة الباريسية وفي نسخة أخرى: وعاملها.
[٣] وفي نسخة أخرى: تبادروا.

<<  <  ج: ص:  >  >>