للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لابن خلاص على سبتة وما إليها، فبعث بالهدية إليه في أسطول أنشأه لذلك سمّاه الميمون، وأركب ابنه أبا القاسم فيه وافدا على السلطان، ومعه الأديب إبراهيم بن سهل، فعطب عند إقلاعه. ولما رجع الأسطول من إشبيليّة كما قدّمناه على بقية هذا العطب وحزن أبي عليّ بن خلاص على ابنه، رغب من قائده أبي الربيع بن الغريغر أن يحمله بجملته إلى الحضرة، فانتقل بأهله واحتمل ذخيرته. ولمّا مرّ الأسطول بمرسي وهران نزل بساحلها فأراح، وأحضر له تين فأكله فأصابه مغص في معاه هلك منه فجأة سنة ست وأربعين وستمائة. وعقد السلطان على سبتة لأبي يحيى ابن زكريا ابن عمّه أبي يحيى الشهيد بن الشيخ أبي حفص. وبعث معه على الجباية أبا عمر بن أبي خالد الإشبيلي، كان صديقا لشفاف وعدوّا لابن الجد. ولما قتل شفاف لحق بالحضرة فولّاه الأمير أبو زكريا أشغال سبتة، استمرت الحال إلى أن كان من استبداد العزفي بسبتة ما نذكره.

[(الخبر عن بيعة المرية)]

لما هلك محمد بن هود بالمريّة سنة خمس وثلاثين وستمائة كما ذكرناه واستبدّ وزيره أبو عبد الله محمد بن الرميمي بها، وضبطها لنفسه وضايقه ابن الأحمر فبعث ببيعته سنة أربعين إلى الأمير أبي زكريا حين أخذ أهل شرق الأندلس بطاعته. ولم يزل ابن الأحمر يحاصره إلى أن تغلّب عليه سنة ثلاث وأربعين وستمائة كما ذكرناه في أخباره.

وخرج منها إلى سبتة بأهله وذخيرته، وأحلّه أبو علي ابن خلاص محل البرّ والتكرمة، وأنزله خارج المدينة في بساتين بنيونش، وأجمع الثورة بأبي خلاص، فنذر به وتغيّر له. فلما رجع الأسطول من إشبيليّة ركبه الرميمي ولحق بتونس، فنزل على الأمير أبي زكريا وحل من حضرته محل التكرمة. واستوطن تونس، وتملّك بها الضياع والقرى، وشيّد القصور إلى أن هلك والبقاء للَّه وحده.

[(الخبر عن بيعة ابن الأحمر)]

كان محمد بن الأحمر قد انتزى على ابن هود ببلده أرجونة، وتملّك جيّان وقرطبة

<<  <  ج: ص:  >  >>