للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويسمى المزدار [١] . وقلّد رياسة الموحّدين أبا زكريا يحيى بن زكريا من أهل البيت الحفصيّ واستمرّ الأمر على ذلك إلى أن كان ما نذكره إن شاء الله تعالى.

[(الخبر عن سفارة القاضي الغبريني ومقتله)]

قد قدمنا ما كان من زحف بني مرين إلى بجاية بمداخلة صاحب تونس. ولما ولي السلطان أبو البقاء اعتزم على المواصلة مع صاحب تونس قطعا للزبون عنه، وعيّن للسفارة في ذلك شيخ القرابة ببابه أبا زكريا يحيى بن زكريا الحفصي [٢] ليحكم شأن المواصلة بينهما. وبعث معه القاضي أبا العبّاس الغبريني كبير بجاية وصاحب شوراها، فأدوا رسالتهم وانقلبوا إلى بجاية، ووجد بطانة السلطان السبيل في الغبريني فأغروه به، وأشاعوا أنه داخل صاحب الحضرة في التوثّب بالسلطان. وتولى كبر ذلك ظافر الكبير وذكّره بحديثه [٣] ، وما كان منه في شأن السلطان أبي إسحاق وأنه الّذي أغرى بني غبرين به، فاستوحش منه السلطان وتقبّض عليه سنة أربع وسبعمائة. ثم أغروه بقتله فقتل بمحبسه في سنته تلك، وتولّى قتله منصور التركي، والله غالب على أمره.

(الخبر عن سفارة الحاجب بن أبي حي [٤] الى تونس وتنكر السلطان له بعدها وعزله)

ولما ولي السلطان أبو البقاء كانت عساكر بني مرين متردّدة إلى أعمال بجاية بمداخلة صاحب تونس كما ذكرناه، فدوّخوا نواحيها. وكان ابن أبي حي مستبدّا على الدولة في حجابته، فضاق ذرعه بشأنهم وأهمته حال الدولة معهم. ورأى أنّ اتصال اليد بصاحب الحضرة مما يكف عن عزمهم، فعزم على مباشرة ذلك بنفسه لوثوقه من


[١] وفي نسخة أخرى: المزوار.
[٢] وفي نسخة أخرى: أبا زكريا الحفصي.
[٣] وفي نسخة أخرى: ذكره بجرائره.
[٤] وفي نسخة أخرى: ابن أبي جبى.

<<  <  ج: ص:  >  >>