للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحيى بن خالد بتلمسان مستجيشا، ونزل على أميرها أبي زيّان محمد بن عثمان بن يغمراسن فهلك لأيام من قدومه. وولي بعده أخوه أبو حمو موسى بن عثمان فأمدّه وزحف إلى محاربة قسنطينة فامتنعت عليه. ثم استدعاه ابن مزني إلى بسكرة فأقام عنده وأسنى له الجراية، ورتّب عليه الحرس. وكان السلطان ابن اللحياني يبعث إليه من تونس بالجائزة مصانعة له في شأنه، حتى لقد أقطع له بتونس من قرى الضاحية ما كان للسلطان وابنه، فلم يزل في إسهامه وإسهام بنيه من بعده إلى أن هلك يحيى ابن خالد بمكانه عنده سنة إحدى وعشرين وسبعمائة والله تعالى أعلم.

(الخبر عن بيعة السلطان أبي بكر بقسنطينة على يد الحاجب ابن عمر وأوّلية ذلك)

لما نهض السلطان أبو البقاء إلى الحضرة عقد على بجاية لعبد الرحمن بن يعقوب بن مخلوف [١] مضافا إلى رياسته في قومه كما كانوا يستخلفون أباه عليها عند سفرهم عنها، وكان يلقّب المزوار، وجعله حاجبا لأخيه الأمير أبي بكر على قسنطينة فانتقل إليها.

وعكف السلطان أبو البقاء في تونس على لذّاته وأرهف حدّه وعظم بطشه فقتل عدوان بن المهدي من رجالات سدويكش ودعار بن حريز [٢] من رجالات الأثابج فتفاوض رجال الدولة في شأنه وخشوا غدرته [٣] وأعمل الحاجب ابن غمر وصاحبه منصور بن فضل عامل الزاب الحيلة في التخلّص من إيالته، واستعصب [٤] راشد بن محمد أمير مغراوة، كان نزع إليهم عند استيلاء بني عبد الواد على وطنه فتلقّوه من الكرامة بما يناسبه واستقرّ في جملتهم، وعليه وعلى قومه كانت تدور رحى حروبهم.

واستصحبه السلطان أبو البقاء خالد إلى الحضرة أميرا على زناتة فدفع بعضهم حشمه إلى الحاجب في مقعد حكمه، وقد استعدى عليه بعض الخدم فأمر بقتله لحينه.

وأحفظ ذلك الأمير راشد بن محمد فرتب لها عزائمه، وقوّض خيامه لحينه مغاضبا،


[١] وفي نسخة أخرى: المخلوف.
[٢] وفي نسخة أخرى: دعا بن حريز وفي النسخة الباريسية ابن جرير.
[٣] وفي نسخة أخرى: بادرته.
[٤] كذا في النسخة الباريسية وفي نسخة أخرى واستغضب.

<<  <  ج: ص:  >  >>