للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليّ فنالوا من شعره ونتفوا لحيته وخلّوا سبيله فقصد عليّا وقال له: بعثتني ذا لحية وقد جئتك امرد. قال: أصبت اجرا وخيرا. وقتلوا من خزنة بيت المال خمسين رجلا وانتهبوا الأموال. وبلغ ذلك عليّا فخرج من المدينة وسار بتسعمائة رجل. وجاءه من الكوفة ستة آلاف رجل. وكانت الوقعة بالخريبة. فبرز القوم للقتال وأقاموا الجمل وعائشة في هودج ونشبت الحرب بينهم فخرج عليّ ودعا الزبير وطلحة وقال للزبير: ما جاء بك. قال: لا أراك لهذا الأمر أهلا. وقال لطلحة: أجئت بعرس النبي تقاتل بها وخبّيت عرسك في البيت. اما بايعتماني. قالا: بايعناك والسيف على عنقنا. واقبل رجل سعديّ من اصحاب عليّ فقال بأعلى صوته: يا امّ المؤمنين والله لقتل عثمان أهون من خروجك من بيتك على هذا الجمل الملعون انه قد كان لك من الله ستر وحرمة فهتكت سترك وأبحت حرمتك. ثم اقتتل الناس. وفارق الزبير المعركة فاتبعه عمرو بن جرموز وطعنه في جربّان درعه فقتله. وامّا طلحة فأتاه سهم فأصابه فأردفه غلامه فدخل البصرة وأنزله في دار خربة ومات بها. وقتل تسعون رجلا على زمان الجمل. وجعلت عائشة تنادي:

البقيّة البقيّة. ونادى عليّ: اعقروا الجمل. فضربه رجل فسقط. فحمل الهودج موضعا وإذا هو كالقنفذ لما فيه من السهام. وجاء عليّ حتى وقف عليه وقال لمحمد بن ابي بكر:

انظر أحيّة هي أم لا. فأدخل محمد رأسه في هودجها. فقالت: من أنت: قال:

أخوك البرّ. فقالت: عقق. قال: يا أخيّة هل أصابك شيء. فقالت: ما أنت وذلك.

ودخل عليّ البصرة ووبخ أهلها وخرج منها الى الكوفة. ولما بلغ معاوية خبر الجمل دعا اهل الشام الى القتال والمطالبة بدم عثمان. فبايعوه أميرا غير خليفة. وبعث عليّ رسولا الى معاوية يدعوه الى البيعة. فأبى. فخرج عليّ من الكوفة في سبعين ألف رجل.

وجاء معاوية في ثمانين ألف رجل فنزل صفّين وهو موضع بين العراق والشام فسبق عليّا على شريعة الفرات. فبعث عليّ الأشتر النخعي فقاتلهم وطردهم وغلبهم على الشريعة.

ثم ناوشوا الحرب أربعين صابحا حتى قتل من العراقيين خمسة وعشرون ألفا ومن الشاميّين خمسة وأربعون ألفا. ثم خرج عليّ وقال لمعاوية: علام تقتل [١] الناس بيني وبينك.

أحاكمك الى الله عزّ وجلّ فأيّنا قتل صاحبه استقام الأمر له. فقال معاوية لأصحابه:

يعلم انه لا يبارزه احد الّا قتله. فأمرهم ان ينشروا المصاحف وينادوا: يا اهل العراق بيننا وبينكم كتاب الله ندعوكم اليه. قال عليّ: هذا كتاب الله فمن يحكم بيننا. فاختار الشاميّون عمرو بن العاص والعراقيّون أبا موسى الاشعري. فقال الأحنف: ان أبا موسى


[١-) ] تقتل ر نقتل.