للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لعيالات الناس الطيب والكسوة وزاد الناس في العطاء عشرات ولم يقل في شيء يسأله:

لا. ثم عقد لابنيه الحكم وعثمان البيعة من بعده وجعلهما وليّي عهده أحدهما بعد الآخر.

وفي هذه السنة اعني سنة خمس وعشرين ومائة قتل يحيى بن زيد بن عليّ بن الحسين ابن عليّ ابن ابي طالب بجرجان وصلب ثم أنزل وأحرق ثم رضّ وحمل في سفينة وذرّ في الفرات. وفيها قتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك قتله ابن عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك وكان سبب قتله ما تقدم من خلاعته ومجانته. فلما ولي الخلافة ولم يزدد من الذي كان فيه من اللهو والركوب للصيد وشرب الخمر ومنادمة الفساق الا تماديا ثقل ذلك على رعيته وجنده وكرهوا امره. ولما حاصروه في قصره دنا من الباب وقال لهم: ألم أزد في اعطياتكم [١] ألم ارفع المؤن عنكم. ألم أعط فقراءكم. فقالوا: انّا ما ننقم عليك في أنفسنا انما ننقم عليك في انتهاك ما حرّم الله وشرب الخمر ونكاح أمهات أولاد أبيك. قال: حسبكم فلعمري لقد أكثرتم واغرقتم والله لا يرتق فتقكم ولا يلمّ شعثكم ولا تجمع كلمتكم. فنزل من الحائط اليه عشرة رجال فاحتزّوا رأسه وسيّروه الى يزيد. فنصبه على رمح وطاف به بدمشق. وسجن ابنيه الحكم وعثمان. وكان قتله لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة. وكانت مدة خلافته سنة وثلثة أشهر. وكان عمره اثنتين وأربعين سنة.

وفي هذه السنة وجّه ابراهيم بن محمد الامام أبا الهاشم بكير الى خراسان. فقدم مرو وجمع النقباء والدعاة فنعى لهم محمد الامام ودعاهم الى ابنه ابراهيم الامام. فقبلوه ودفعوا اليه ما اجتمع عندهم من نفقات الشيعة شيعة بني العباس.

[(يزيد بن الوليد بن عبد الملك)]

سمّي الناقص لأنه نقص الزيادة التي كان الوليد زادها في عطيّات الجند. وكان محمود السيرة مرضيّ الطريقة. أمر بالبيعة لأخيه ابراهيم ومن بعده لعبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك. وتوفي بدمشق لعشر بقين من ذي الحجة سنة ست وعشرين ومائة. وكانت خلافته ستة أشهر. وكان عمره ستا وأربعين سنة. وكانت أمّه أمّ ولد اسمها شاه فرند [٢] ابنة فيروز ابن يزدجرد بن شهريار بن كسرى وهو القائل:

انا ابن كسرى وابي مروان ... وقيصر جدّي وجدّي خاقان


[١-) ] اعطياتكم ر عطياتكم.
[٢-) ] فرند ر فريد.