للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بها الى المعتضد في المحرّم. وفي هذه السنة لثلث خلون من ذي الحجة قتل خمارويه بدمشق ذبحه على فراشه بعض خاصته. ولما قتل اقعدوا مكانه ابنه هرون والتزم انه يحمل من مصر الى خزانة المعتضد في كل سنة ألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار.

وفي سنة ثلث وثمانين ومائتين سارت الصقالبة الى الروم فحاصروا القسطنطينية وقتلوا من أهلها خلقا كثيرا وخربوا البلاد. فلما لم يجد ملك الروم منهم خلاصا جمع من عنده من أسارى المسلمين وأعطاهم السلاح وسألهم معونته على الصقالبة ففعلوا وكشفوهم وازاحوهم عن القسطنطينية. فلما رأى ملك الروم ذلك خاف المسلمين على نفسه فأخذ سلاحهم وفرقهم في البلدان حذرا من جنايتهم عليه. وفي هذه السنة كان الفداء بين المسلمين والروم وكان جملة من فودي به من المسلمين من الرجال والنساء والصبيان الفين وخمسمائة واربعة انفس. وفي هذه السنة وهي سنة اربع وثمانين ومائتين كان المنجمون يوعدون بغرق اكثر الأقاليم الا إقليم بابل فانه يسلم منه اليسير وإذ ذلك يكون بكثرة الأمطار وزيادة المياه في الأنهار والعيون. فقحط الناس وقلت الأمطار وغارت المياه حتى استسقى الناس ببغداد مرات. وفي سنة خمس وثمانين ومائتين ظهر رجل من القرامطة يعرف بأبي سعيد بالبحرين واجتمع اليه جماعته من الاعراب والقرامطة وقوي أمره فقاتل ما حوله من القوى ثم صار الى القطيف واظهر انه يريد البصرة. فأمر المعتضد ببناء سور على البصرة فعمل وكان مبلغ الخرج عليه اربعة عشر ألف دينار. وفي سنة ثماني وثمانين ومائتين وقع الوباء باذربيجان فمات منه خلق كثير الى ان فقد الناس ما يكفنون به الموتى وكانوا يطرحونهم في الطريق. وفيها سارت الروم الى كيسوم فنهبوها وغنموا اموال أهلها وأسروا منها نحو خمسة عشر ألف انسان من رجل وصبي وامرأة. وفي سنة تسع وثمانين ومائتين انتشر القرامطة بسواد الكوفة فأخذ رئيسهم وسيّر الى المعتضد وأحضره وقال له: اخبرني هل تزعمون ان روح الله تحل في أجسادكم. فقال له الرجل:

يا هذا ان حلت روح الله فينا فما يضرك وان حلت روح إبليس فما ينفعك فلا تسأل عمّا لا يعنيك وسلّ عما يخصك. فقال: ما تقول فيما يخصني. فقال: أقول ان النبي عليه السلام مات وأبوكم العباس حيّ فهل طلب الخلافة ام هل بايعه احد من الصحابة على ذلك. ثم مات ابو بكر واستخلف عمر وهو يرى موضع العباس ولم يوص اليه. ثم مات عمر وجعلها شورى في ستة انفس ولم يوص الى العباس ولا ادخله فيهم فبماذا تستحقون أنتم الخلافة وقد اتفق الصحابة على دفع جدك عنها. فأمر به المعتضد فعذب