للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الموسم. وفيها وصل عضد الدولة واستولى على العراق وقبض على بختيار ثم عاد فأخرجه وعاد بختيار الى مكة كما كان امير الأمراء. وفي سنة خمس وستين وثلاثمائة مات المعزّ العلويّ بمصر وهو اوّل الخلفاء العلويّين ملك مصر واستخلف عليها ابنه العزيز. وفي سنة ست وستين وثلاثمائة في المحرّم توفّي ركن الدولة ابو عليّ الحسن بن بويه واستخلف على ممالكه ابنه عضد الدولة. وفيها مات منصور بن نوح صاحب خراسان ببخارا [١] وولي الأمر بعده ابنه نوح [٢] . وفي سنة سبع وستين سار عضد الدولة الى بغداد وأرسل الى بختيار يدعوه الى طاعته وان يسير عن العراق الى ايّ جهة أراد الّا الموصل. فخرج بختيار عن بغداد عازما على قصد الشام. ودخل عضد الدولة بغداد وخطب له فيها بخلاف العادة وضرب على بابه ثلث نوب ولم تجر بذلك عادة من تقدّمه. واما بختيار لما سار عن بغداد الى الحديثة أتاه ابو تغلب في عشرين ألف مقاتل وسارا جميعا نحو العراق. فبلغ ذلك عضد الدولة فسار عن بغداد نحوهما. فالتقوا بنواحي تكريت فهزمهما وأسر بختيار وقتله. وسار نحو الموصل واستولى على ملك بني حمدان. وسار ابو تغلب ابن ناصر الدولة بن حمدان الى الشام فوصل الى دمشق وقتل بها. وفي سنة تسع وستين وثلاثمائة راسل عضد الدولة أخويه فخر الدولة ومؤيّدالدولة يدعوهما الى طاعته وموافقته.

اما مؤيّد الدولة فأجاب جواب المناظر المناوي فنقم عليه اما مؤيّدالدولة الدولة فأجاب راغبا واما فخر الدولة فأجاب جواب المناظر المناوي فنقم عليه عضد الدولة ذلك وسار نحو همذان وبها فخر الدولة فخافه ذاكرا قتل ابن عمّه بختيار فخرج هاربا وقصد جرجان فنزل على شمس المعالي قابوس بن وشمكير [٣] والتجأ اليه فأمّنه وآواه وحمل اليه فوق ما حدثته به نفسه. وفي هذه السفرة حدث لعضد الدولة صرع وكان هذا قد اخذه بالموصل فكتمه وصار كثير النسيان لا يذكر الشيء الّا بعد جهد وكتم ذلك ايضا. وهذا دأب الدنيا لا تصفو لأحد. وفيها شرع عضد الدولة في عمارة بغداد وكانت قد خربت بتوالي الفتن فيها وعمّر مساجدها وأسواقها وأدرّ الأموال على الأئمّة والعلماء والقرّاء والغرباء والضعفاء الذين يأوون الى المساجد. وجدّد ما دثر من الأنهار وأعاد حفرها وتسويتها [٤] . وفيها تجددت وصلة بين الطائع لله وبين عضد الدولة فتزوّج الطائع ابنته وكان غرض عضد الدولة ان تلد ابنته ولدا ذكرا فيجعله وليّ عهده فتكون الخلافة


[١-) ] ببخارا ر بخارا.
[٢-) ] وكان عمره حين ولي الأمر ثلاث عشرة سنة ويكنى أبا القاسم.
[٣-) ] وشمكير ر وشكمير.
[٤-) ] قال ابن الأثير في الكامل ما نصه: «واذن لوزيره نصر بن هرون وكان نصرانيا في عمارة البيع والديرة واطلاق الأموال لفقرائهم.»