للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملكه بدمشق والقدس والسواحل الى ولده الملك الناصر صلاح الدين داود فاستقرّ ملكه بها وحمل عمّه الملك العزيز وعمه الملك الصالح الغاشية بين يديه.

وفيها قفل جنكزخان من الممالك الغربية الى منازله القديمة الشرقية ثم رحل من هناك الى بلاد تنكوت [١] وهنالك عرض له مرض من عفونة ذلك الهواء الوخيم ولما قوي مرضه استدعى أولاده جغاتاي واوكتاي والغ نوين وكلكان وجورختاي واوردجار [٢] وقال لهم: انني قد أيقنت مفارقة الدنيا لعجز قوتي عن حمل ما بي من الآلام ولا بدّ من شخص يقوم بحفظ المملكة على حالها والذّبّ عنها. وقد أعلمتكم غير مرّة ان ابني اوكتاي يصلح لهذا الشأن لما رأيت من مزيّة رأيه المتين وعقله المبين والآن فقد جعلته وليّ عهدي وقلّدته ما بيدي من جميع الممالك فما قولكم في هذا الذي استصوبته. فجثا الأولاد والنوينية المذكورون على ركبهم وقالوا: جنكزخان هو المالك للرقاب ونحن العبيد السامعون المطيعون في جميع ما يتقدّم به على وفق مراده ومرسومه. وعند فراغه من الوصية اشتد وجعه وتوفّي لا ربع مضين من شهر رمضان سنة اربع وعشرين وستمائة وكان مدّة ملكه نحو خمس وعشرين سنة [٣] . فأرسل الولدان والأمراء الرسل الى باقي الأولاد والأمراء ليجتمعوا في القوريلتاي [٤] اي في المجمع الكبير.

وفي سنة خمس وعشرين وستمائة تردّدت الرسل بين الفرنج والملك الكامل في طلب الصلح فاتفق على تسليم البيت المقدّس الى الفرنج فتسلّموه ومواضع كثيرة أخر من بلاد الساحل. وانما أجابهم الكامل لما رأى من كثرة عساكرهم وأمداد البحر لهم بالرجال والأموال فخاف على بلاده ان تؤخذ منه عنوة فأرضاهم بذلك.

وفي سنة ستّ وعشرين وستمائة تمّ اجتماع الأولاد وأمراء المغول فوصل من طرف القفجاق الأولاد توشي [٥] هر دو باتوا سيبان تنكوت بركه بركجار بغاتيمور اقناس جغاتاي. ومن طرف اتميل اوكتاي. ومن طرف المشرق عمهم اوتكين وبلكتاي نوين والجتاي نوين والغ نوين. واما الأولاد الصغار فكانوا في اردو [٦] جنكزخان. وفي


[١-) ] تنكوت بلاد شرقي التبت وغربي نهر الصين المسمى «هو» النهر الأصفر.
[٢-) ] اوردجار ر اوردجان.- ويروى: اروجان. ويروى في نسخة خطية: اردوجار.
[٣-) ] قال دي كوين في تاريخه انه ملك اثنتين وعشرين سنة وعمر ستا وستين سنة.
[٤-) ] ويروى: القعريلياي.
[٥-) ] يريد توشي وأولاده كما سيرد في الصفحة ٢٤٨ من هذا الكتاب. وهناك يروى سيبقان بدل سيبان.
وفي نسخة خطية: سبقان بدون ياء. ومعنى توشي: الضيف.
[٦-) ] اردو معناها بالتركية المعسكر والمحلة. وقد تستعملها العامة في وقتنا فتقول: اوردي وعرضي.