للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نبؤة اشعيا النبي حيث يقول: هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعى اسمه عمنوئيل. قالوا وانما سمّى النبي امرأة حزقيا عذراء لصدور النبوّة قبل ان يماسّها [١] بعلها. وكان سنحاريب عند نزوله يرسل الى حزقيا فيقول له: لا تغترّ بربك فسأهلكك. فذعر منه حزقيا وانفذ الى اشعيا النبي يقول له: هذا يوم بلاء فادع الى ربك. فأوحى الله الى اشعيا قائلا:

قل لحزقيا: لا تخف من سنحاريب فاني رادّه في الطريق الذي جاء فيه. وبعث الله ملاكا فقتل في معسكر سنحاريب مائة ألف وخمسة وثمانين ألفا من الجند. فعاد منهزما الى اثور وهنالك قتله ابناه وهو ساجد في بيت صنمه. ويقال ان هذا سنحاريب جدد عمارة مدينة طرسوس [٢] . وعمل حزقيا بحيرة ماء خارج أورشليم وأدخل إليها الماء بالقناة وحفر لها خندقا. وكان حزقيا لما أتاه رسول سنحاريب أطلعه على جميع ما في بيته.

فغضب الله لذلك وقال له: ان جميع ما رأى الاثوريون في بيتك يكون لملك بابل وستكون بنوك خصيانا له. فقال حزقيا: ليت أمنا كان في ايامي. وفي زمانه كان طوبيث الصديق من جالية بني إسرائيل قاطنا بنينوا. وقصة مناولة ملاك الرب إياه مرارة داوى بها عينه وبرئه من عماه مذكورة في كتابه.

[(منشا بن حزقيا)]

ملك خمسا وخمسين سنة واجتمع له ملك الأسباط الاثني عشر بعد سبي شلمانعسر. وارتكب كل محظور ومحرّم وعمل صنما ذا اربعة أوجه وامر بالسجود له. ونشر اشعيا النبي ناهيه عن المنكر بمنشار مشدودا [٣] بين دفّتين. وكان عمر اشعيا مائة وعشرين سنة منها في النبوة خمس وثمانون سنة. فرذل الله مناشا وأسلمه الى الاثوريين فأسروه وأخذوه مسلسلا الى اثور وسجنوه في برج النحاس بمدينة نينوا. وعند ذلك تاب الى الله ودعا دعاءه المشهور. فتاب الله عليه وردّه الى ملكه. وحال وصوله الى أورشليم اخرج الصنم ذا الوجوه الاربعة من الهيكل وطهّره وبنى سور أورشليم الجنوبي.


[١-) ] ان نبؤة اشعيا المتضمنة هذه الآية: «هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا إلخ» كانت كما يظهر من الكتاب المقدس في عهد آحاز الملك. وآحاز هذا توفي في ٣٦ من عمره. وهنا نسأل اليهود أكان لحزقيا امرأة عند مجيء النبوة. ثم نسألهم أكان مناشا أهلا لمثل هذه النبوة الجليلة مع ما كان عليه من رداءة السيرة في بدء امره. اما نحن فنؤمن لاسباب يضيق المقام عن ذكرها ان النبوة تشير الى مريم العذراء عليها اشرف السلام والى ابنها يسوع المسيح لاسمه السجود. وحسبنا مصداقا لذلك استشهاد القديس متى بالآية المشار إليها عند ميلاد المخلص (متى ص ١- ع ٣٢) .
[٢-) ] ورد ذكر بناء مدينة طرسوس في الصفحة ٢٤.
[٣-) ] مشدودا ر مشدود.