للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قبل ذلك ستا اخرى. وفتح بلادا كثيرة حتى بلغ ملكه الى أقصى الهند وأوائل حدود الصين. وسمّي ذا القرنين لبلوغه قرني الشمس وهما المشرق والمغرب. وقتل خمسة وثلثين ملكا وبنى اثنتي عشرة مدينة منها اثنتان في بلد خراسان وهما هراة ومرو. وواحدة في بلد السغد وهي سمرقند. واخرى في بلد القبط وهي الاسكندرية. وفي عودته من الهند ووصوله الى بابل مات مسموما ووضع في تابوت ذهب وحمل على أكتاف الملوك والاشراف الى اسكندرية القبط ودفن بها. وكان لما احتضر أمر ان يكتب الى أمّه بالتعزية وان تتخذ طعاما وتأمر ان لا يدخل اليه الّا من لم تصبه مصيبة. ففعلت كذلك فرجع جميع الخلق وحسن بذلك عزاؤها. وبعد موت الإسكندر تقاسم الممالك اربعة من عبيده وهم بطلميوس بن الاغوس واريذاوس وانطيوخوس وسلوقوس.

وسئل الإسكندر بناء السدّ سدّ يأجوج فبناه بحجارة الحديد والنحاس وأضرم عليه النار فصار صخرا واحدا طوله اثنا عشر ذراعا وعرضه ثمانية اذرع. ولما فرغ من بناء سد يأجوج جاء الى موضع السد الأعظم وهو المكان الذي يعرف بالباب والأبواب في مروج [١] بلدان القفجاق فحفر موضع الأساس ومدّه في الجبال حتى ألحقه بحر الروم.

فلم تزل ملوك فارس في طلب هذا الأساس فتجشوا معرّة الترك والخزر من بلاد العراق والجبل واذربيجان وارّان وارمينية حتى وجد الأساس يزدجرد بن بهرام جور بن يزدجرد ابن سابور. فابتدأ ببناء السد من حجارة ونحاس ورصاص ولم يتمّمه. وكان اكثر همّ ملوك الفرس بعده في بنائه فما اتفق لهم الفراغ منه حتى سهل الله ذلك على يدي كسرى انوشروان فأحكم بناءه وألصقه برؤوس الجبال ثم مدّه في البحر على ميل ثم غلق عليه أبواب الحديد واقام على بنائه سنة واكثر. فصار يحرسه مائة رجل بعد ان لم تكن تطيقه مائة ألف رجل من الجند. وأذن للمرزبان الذي يقيم هناك بالجلوس على سرير الذهب ولذلك يسمّى ملك تلك الناحية ملك السرير.

وفي زمان الإسكندر كان اندروماخس الطبيب الذي زاد في معجون المثروديطوس لحوم الافاعي فصار نافعا من نهوشها.

[(بطلميوس بن لاغوس)]

اي ابن الأرنب. ولي مصر وجميع ارض القبط والنوبة أربعين سنة. ومنه سمّوا ملوك مصر البطالسة. وهو جلا اليهود الى مصر في ايام حونيا رئيس الكهنة. وحصل لاريذاوس وهو فيليبوس المذكور في السونطاكسيس اي المجسطي


[١-) ] مروج ر فروج.