للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غاية الخراب وبنوا قريبا منها مدينة سموها هيليا اذريانس وأسكنوها قوما غرباء. وأمر اذريانس بصرم آذان الذين تخلفوا من اليهود وسنّ لهم سنّة ان لا ينظروا الى أورشليم ولا من بعيد.

[(طيطوس انطونيانس قيصر)]

المسمى اوسابيوس ويسمى ايضا بارّا وأب البلد.

ملك اثنتين وعشرين سنة وأزال عن النصارى الاضطهاد وأباح للناس ان يتديّنوا بأيّ دين شاءوا.

وفي هذا الزمان نبغ في البيعة من المخالفين شخص اسمه ولنطيانوس وكان يقول:

ان المسيح انزل معه جسدا من السماء واجتازه بمريم كاجتياز الماء بالميزاب اي لم يأخذ منها شيئا. وظهر ايضا رجل يسمى مرقيون وقال: ان الآلهة ثلثة عادل وصالح وشرير وان العادل اظهر أفاعيله في الشرير وهو الهيولي فخلق منها العالم. ولما رأى الصالح العالم قد انجذب الى جهة الشرير أرسل ابنه ليدعو الناس الى عبادة أبيه الصالح.

فأتي ونسخ التوراة المتضمّنة سنّة العدل بالإنجيل الذي هو متضمن سنّة الفضل.

فهيج العادل عباده عليه فأمكنهم من نفسه حتى قتلوه وبقيامته من بين الأموات سبى الناس واصارهم الى عبادة أبيه. فلما اظهر مرقيون هذه الخزعبلة وعظته الاساقفة زمانا طويلا فلم يرجع عن خزعبلته وتمادى في اباطيله فنفوه الجماعة [١] وصار لعنة.

وفي هذا الزمان اشتهر جالينوس في الطب ووضع فيه كتبا كثيرة. والموجود في ايدي الناس منها الآن زهاء مائة كتاب. وكان شيخه في الطب طبيبا اسمه اليانوس. وهو الذي توجه الى مدينة انطاكية في السنة التي وقع الموتان في أهلها ومعه ترياق الفاروق فمن شرب منه قبل ان يمرض نجا والذين شربوه بعد المرض بعضهم نجا وبعضهم هلك.

وكان اصل جالينوس من مدينة برغاموس. وكان اشتغاله في الإسكندرية. والدليل على انه لم يكن في زمان المسيح كما ظن ولكن بعده [٢] قوله في المقالة الاولى من كتاب التشريح انه صنفه في مبدإ ملك انطونيانس في أول مرة صعد الى رومية. فمن صعود المسيح الى هذه الغاية ما ينيف على مائة سنة. وقال ايضا في شرحه لكتاب أفلاطون في الأخلاق وهو المسمى فادن: ان هؤلاء القوم الذين يسّمون نصارى تراهم قد بنوا مذهبهم على الرموز والمعجزات وليسوا بأقل من الفلاسفة الحقيقيين بأعمالهم. يحبون العفة


[١-) ] الجماعة وعن الجماعة.
[٢-) ] كان مولد جالينوس سنة ١٣١ مسيحية.