للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جيوشا فقتل. وفي السنة السادسة ولد له ولد فسماه انوريس. وفي هذه السنة ظهرت في السماء آية كعمود من نار ولبثت شهرا. وفيها عرضت ظلمة شديدة نصف النهار في شهر آذار. ثم ان ثاوذوسيوس مرض فوجّه في طلب انوريس ابنه وبايع له ووجهه الى المغرب. وبايع لارقاذيوس ابنه الآخر ووجّهه الى المشرق. وتوفي وعمره ستون سنة.

[(ارقاذيوس قيصر)]

ملك ثلث عشرة سنة. وفي هذه السنة قام يوحنّا فم الذهب بطركا على قسطنطينية ووضع تفسير الإنجيل وهو ابن ثماني وعشرين سنة. ومنع الكهنة من امور كثيرة من الفساد. فتحسدوه وجعلوا يطلبون عليه عثرة. ونهى الملكة اودكسيا امرأة ارقاذيوس عن اختلاسها كرم امرأة ارملة. ولأنها أبت رشقها في بعض خطبه ذات يوم وشبهها بازبيل امرأة احاب ملك يهوذا التي أخذت كرما ايضا من ارملة.

فركبت يوما من الأيام وأخذت معها تسعة وعشرين اسقفا ممّن عادى يوحنا فم الذهب واجتمعوا بمدينة خلقيذونيا وحرموه وأسقطوه من مرتبته بحجّة انه لم يدع النظر في كتب اوريغانيس المخالف. فاضطرب اهل القسطنطينية لذلك وهمّوا بإحراق دار الملك.

فخافهم الملك وبعث الى فم الذهب وردّه الى مرتبته. فلما رجع رفع تمثالا كان للملكة بالقرب من الكنيسة. وخطب ذات يوم وسمّى الملكة الملكة هيروذيا اي الملكة التي قتلت يحيى بن زكريا المعمدان. فغضبت غضبا شديدا ووجّهت الى افيفانوس اسقف جزيرة قبرس وسائر الاساقفة فجمعتهم كلهم الى قسطنطينية. فحرموه ثانية ونفوه وكان ذلك في السنة الثامنة لارقاذيوس. فنفي الى جزيرة في بحر نيطوس وتوفي هناك. وكان عمره ثمانيا وأربعين سنة. وثارت الفتن بين الروم والمصريين بسبب عظام يوحنا فم الذهب حتى أتوا بها بعد ثلث وثلثين سنة لموته فدفنوها بقسطنطينية واثبتوا اسمه في سفر الحياة مع باقي الآباء القديسين. وفي السنة الخامسة لارقاذيوس ملك على الفرس يزدجرد ابن سابور احدى وعشرين سنة. ثم ان ارقاذيوس مات وهو ابن ثلثين سنة وخلّف ابنه ثاوذوسيوس ابن ثماني سنين.

[(ثاوذوسيوس قيصر الصغير)]

ملك اثنتين وأربعين سنة. وفي هذا الزمان كثر النصارى في سلطان الفرس وظهرت النصرانية جدا على يدي مروثا اسقف ميّافارقين الذي أرسله ثاوذوسيوس الصغير الى الفرس. ثم ان يزدجرد ملك الفرس مات. وملك بعده ورهران ابنه وتشدّد على النصارى. وتواقع الروم والفرس وقتل من الفريقين خلق كثير وكانت الهزيمة على الفرس. وزال التشديد عن النصارى. وفي السنة العاشرة لثاوذوسيوس الصغير عرف شمعون صاحب العمود بأنطاكية وكان يظهر الآيات والعجائب