للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدولة الثامنة المنتقلة من ملوك الإفرنج إلى ملوك اليونانيين المتنصّرين

من عهد اغسطوس قيصر الى ان أقام طيباريوس قيصر والمدة قريبة من ستمائة سنة كان الملوك على القسطنطينية والبطارقة وجلّ الجند روميين اعني افرنجا. غير ان الوزراء والكتّاب والرعايا كافة كانوا يونانيين. ثم صارت المملكة ايضا يونانية. والسبب في ذلك ان يوسطينيانس الأخير لما ابتلي بالمرض الشديد ويئس من حياته لم ير في اهل بيته وخاصته من يفي بسياسة الملك غير وزيره طيباريوس وهو رجل يوناني فبايعه ووضع له التاج بيده. ومن حينئذ صارت مملكة القسطنطينية يونانية. الى ان استعادها الافرنج في سنة ألف وخمسمائة وخمس عشرة للإسكندر وهي سنة ستمائة للهجرة. ثم فتحها اليونانيون في أيامنا سنة ألف وخمسمائة وثماني وستين للإسكندر وهي سنة خمس وخمسون [١] وستمائة للهجرة.

[(طيباريوس قيصر)]

ملك اربع سنين. وغزت الفرس رأس العين فوجّه إليهم طيباريوس كبير بطارقته المسمى موريقي. فلقيهم هناك فهزمهم. ثم لحق طيباريوس موريقي مع اجناده فغزا الفرس وسبى منهم زهاء ألف نفس ومضى بهم فأسكنهم جزيرة قبرس. وعرضت في هذه السنة زلزلة عظيمة. وعرض في الصيف امطار كثيرة وبرد شديد وأظلم الجوّ وظهر جراد كثير فأكل عامّة الزروع والعنب والبقول. وفيها عرض


[١-) ] خمس وخمسون. والصواب أربع وخمسين.