للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وباء شديد. ووجد أناس يعبدون الأوثان فقتلوا. وفي السنة الرابعة لطيباريوس زوّج ابنته لموريقي عظيم قوّاده وبايع له بالعهد وملّكه وتوفي.

[(موريقي قيصر)]

ملك عشرين سنة. وكان حسن السيرة سهل المعاملة كثير الصدقة. وكان في كل سنة يهيئ طعاما للفقراء والمساكين ستّين مرّة ويقوم هو وزوجته من ملكهما فيتولّيان خدمتهم وإطعامهم واسقاءهم. وفي السنة الرابعة لموريقي عرض وباء شديد بقسطنطينية ومات من أهلا زهاء اربعمائة ألف نفس. وفي السنة الثامنة لموريقي وثب الفرس على هرمز ملكهم فسملوا عينيه ثم قتلوه وملّكوا عليهم بهرام المرزبان. وكان لهرمز ابن حدث اسمه كسرى وهو المعروف بأنوشروان العادل فتنكّر كأنه سائل وشقّ سلطان الفرس حتى جاء نصيبين وصار الى الرها ومنها الى منبج وكتب الى موريقي كتابا نسخته: للأب المبارك والسيّد المقدّم موريقي ملك الروم من كسرى بن هرمز ابنه السلام. اما بعد فاني أعلم الملك ان بهرام ومن معه من عبيد ابي جهلوا قدرهم ونسوا انهم عبيد وانا مولاهم وكفروا نعم آبائي لديهم فاعتدوا عليّ وأرادوا قتلي. فهممت ان أفزع الى مثلك فأعتصم بفضلك وأكون خاضعا لك لانّ الخضوع لملك مثلك وان كان عدوا أيسر من الوقوع في ايدي العبيد المردة ولأن يكون موتي على ايدي الملوك أفضل وأقل عارا من ان يجري على ايدي العبيد. ففزعت إليك ثقة بفضلك ورجاء ان تترأف على مثلي وتمدني بجيوشك لأقوى بهم على محاربة العدو وأصير لك ولدا سامعا ومطيعا ان شاء الله تعالى. فلما قرأ موريقي كتاب كسرى بن هرمز عزم على اجابة مسئلته لأنه لجأ اليه وأنجده بعشرين ألفا وسيّر له من الأموال أربعين قنطارا ذهبا. وكتب اليه كتابا نسخته: من موريقي عبد ايشوع المسيح الى كسرى ملك الفرس ولدي واخي السلام.

اما بعد فقرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من أمر العبيد الذين تمرّدوا عليك وكونهم غمطوا أنعم آبائك وأسلافك غمطا وخروجهم عليك ودحضهم ايّاك عن ملكك. فداخلني من ذلك أمر حرّكني على الترأف بك وعليك وامدادك بما سألت. فأما ما ذكرت من ان الاستتار تحت جناح ملك عدوّ والاستظلال بكنفه آثر من الوقوع في ايدي العبيد المردة والموت على ايدي الملوك أفضل من الموت على ايدي العبيد. فانّك اخترت أفضل الخصال ورغبت إلينا في ذلك. فقد صدقنا قولك وقبلنا كلامك وحقّقنا أملك وأتممنا بغيتك وقضينا حاجتك وحمدنا سعيك وشكرنا حسن ظنّك بنا ووجّهنا إليك بما سألت من الجيوش والأموال وصيّرتك لي ولدا وكنت لك أبا. فاقبض الأموال مباركا لك فيها وقد الجيوش وسر على بركة الله وعونه. ولا يعترينّك الضجر والهلع بل تشمّر لعدوّك ولا