للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآية [٤٥] من سورة العنكبوت: {إِنَّ الصلاة تنهى عَنِ الفحشآء والمنكر} .. و "الغُسْل، تجديد العهد ممن أفشى سراً من أسرارهم من غير قصد، وإفشاء السر عندهم على هذا النحو هو معنى "الاحتلام". و "الزكاة" عبارة عن تزكية النفس بمعرفة ما هم عليه من الدين.. و "الكعبة" النبى. و "الباب" علىّ. و "الصفا" هو النبى. و "المروة" علىّ. و "الميقات" الإيناس. و "التلبية" إجابة الدعوة. و "الطواف بالبيت سبعاً" موالاة الأئمة السبعة. و "الجنة" راحة الأبدان من التكاليف. و "النار" مشقتها بمزاولة التكاليف.

وتأوَّلوا أنهار الجنة فقالوا: "أنهار من لبن" أى معادن العلم؛ اللبن العلم الباطن، يرتفع به أهلها، ويتغذون به تغذياً تدوم به حياتهم اللطيفة، فإن غذاء الروح اللطيفة بارتضاع العلم من المعلم، كما أن حياة الجسم الكثيف بارتضاع اللبن من ثدى الأم. "وأنهار من خمر" هو العلم الظاهر. "وأنهار من عسل مصفى" هو علم الباطن المأخوذ من الحجج والأئمة.

كذلك نجد الباطنية يرفضون المعجزات، ولا يعترفون بها للرسل، وينكرون نزول ملائكة من السماء بالوحى من الله، بل وزادوا على ذلك فأنكروا أن يكون فى السماء مَلَك وفى الأرض شيطان، وأنكروا آدم والدجَّال، ويأجوج ومأجوج، ولكنهم وجدوا أنفسهم أمام آيات من القرآن تُكذِّب دعواهم هذه، فتخلَّصوا منها بمبدائهم الذى ساروا عليه فى تفسيرهم وهو إنكار الظاهر والأخذ بالباطن، وأوَّلوا هذه الآيات بما يتفق ومذهبهم، فتأوَّلوا "الملائكة" على دعاتهم الذين يدعون إلى بدعتهم. وتأوَّلوا "الشياطين" على مخالفيهم. وتأوَّلوا كل ما جاء فى القرآن من معجزات الأنبياء عليهم السلام، فقالوا: "الطوفان" معناه الطوفان العلم ... أغرق به المتمسكون بالسُّنَّة، و "السفينة" حرزه الذى تحصن به مَن استجاب لدعوته. و "نار إبراهيم" عبارة عن غضب نمروذ عليه لا النار الحقيقية. و "ذبح إسحاق" معناه أخذ العهد عليه. و "عصا موسى" حُجَّته التى تلقفت ما كانوا يأفكون من الشُبه لا الخشب. "وانفلاق البحر" افتراق علم موسى فيهم عن أقسام. و "البحر" هو العلم. و "الغمام الذى أظلمهم" معناه الإمام الذى نصبه موسى لإرشادهم وإفاضة العلم عليهم. و "الجراد والقُمَّل والضفادع" هى سؤالات موْسى والتزاماته التى سُلِّطت عليهم. و "المن والسلوى" علم نزل من السماء لداع من الدعاة هو المراد بالسلوى. و "تسبيح الجبال" معناه تسبيح رجال شداد فى الدين راسخين فى اليقين. و "الجن الذين ملكهم سليمان بن داود" باطنية ذلك الزمان. و "الشياطين" هم الظاهرية الذين كُلِّفوا بالأعمال الشاقة. و "عيسى" له

<<  <  ج: ص:  >  >>