للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفسيرى، وأن تكون طريقتى فيه كشف الآية وألفاظها بما ورد فى موضوعها من الآيات والسور فيكون من ذلك العلم بكل مواضع القرآن، ويكون القرآن هو الذى ينطبق عليه ويؤيده من سنن الله فى الكون ونظامه فى الاجتماع، وقد اخترت أن تكون على عدد الآيات فى المصحف لتبقى الهداية بالترتيب الذى اختاره الله، وليمكن الباحث عن معنى الآية أن يلاحظ سياقها فيقرأ ما سبقها وما لحقها من الآيات ليكون على علم تام وهداية واعظة".

ولعل القارئ الكريم يلحظ كما ألحظ أن المؤلف يرمى من وراء قوله: " ... ويكون القرآن هو الذى يُفسِّر نفسه كما أخبر الله. ولا يحتاج إلى شىء من الخارج غير الواقع الذى ينطبق عليه ويؤيده من سنن الله فى الكون ونظامه فى الاجتماع". أنه يريد أن يَهدر صلة السُّنَّة بالقرآن الكريم، وينفى أن منزلتها منه منزلة المبيِّن من المبيَّن. والله تعالى يقول: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذكر لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: ٤٤] .

ويظهر لنا أن المؤلف قد ركب رأسه فراح يهدم سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعترف بما لها من مكانة فى تفسير القرآن الكريم، فقال مقالته السابقة، كما أنه راح يهدم ما للسُّنَّة من المكانة فى التشريع الإسلامى فقال فى قوله تعالى فى الآية [٦٣] من سورة النور: {فَلْيَحْذَرِ الذين يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} : "يفيدك أن المخالفة المحذورة هى التى تكون للإعراض عن أمره، وأما التى تكون للرأى والمصلحة فلا مانع منها بل هى من حكمة الشورى".. فأنت ترى أنه يجيز مخالفة أمر الرسول للمصلحة، وهذا عناد ومكابرة ومخالفة صريحة لقوله تعالى: {وَمَآ آتَاكُمُ الرسول فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانتهوا} [الحشر: ٧] ولغير هذا من الآيات التى وردت فى وجوب طاعته - عليه السلام - وهى كثيرة. ثم أى مصلحة تخالف ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

هذا.. ولا أريد أن أطيل بذكر ما جاء فى هذا الكتاب من أباطيل وأضاليل ويكفى أن أذكر طرفاً مما حواه من ذلك ليتبين القارئ أن الرجل "جامد على المحسوسات، جاحد لكثير مما أخبر به القرآن، منكر لأحكام قررها القرآن والسُّنَّة وأجمع عليها الصحابة وأئمة المسلمين من بعدهم".

* إنكاره لمعجزات الأنبياء عليهم السلام:

وقف هذا الرجل من معجزات الأنبياء عليهم السلام موقفاً شاذاً غريباً. يقوم على إنكارها وجحدها والذهاب بها - عن طريق التأويل الفاسد - إلى أن تكون من قبيل الممكن الذى يدخل تحت مقدور كل إنسان، رسول أو غير رسول، وهو يُصرِّح بهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>