للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكان الرجل من المسلمين يقتل الجماعة فى الوادي، وأجرى الماء على الدم وعليه أرحاء، ليطحن بدمائهم ولتبرّ يمينه، فطحن واختبز وأكل. وهي مدينة جرجان، ولم يكن جرجان يومئذ مدينة.

وكتب بذلك إلى سليمان بن عبد العزيز بالفتح، وعظّم [٥٣٧] ذلك قال:

- «إنّ الله فتح لأمير المؤمنين من جرجان وطبرستان ما أعيا سابور ذا الأكتاف، وكسرى بن قباذ، وكسرى بن هرمز، وأعيا الفاروق عمر بن الخطّاب، وعثمان بن عفّان، ومن بعدهما من خلفاء الله.» وكتب فى الكتاب [١] أن:

- «قد صار عندي من خمس ما أفاء الله على المسلمين بعد أن صار إلى كلّ ذى حقّ حقّه من الفيء والغنيمة ستّة آلاف ألف [٠٠٠، ٠٠٠، ٦] وأنا حامل ذلك إلى أمير المؤمنين إن شاء الله.»

ذكر رأى أشير به على يزيد بن المهلّب فلم يقبله فعاد وبالا عليه

فقال له كاتبه المغيرة بن أبى قرّة:

- «لا تكتب بتسمية مال، فإنّك من ذلك بين أمرين: إمّا استكثره فأمرك بحمله، وإمّا سخت نفسه بذلك به فسوّغكه فتتكلّف له الهديّة ولا يأتيه من قبلك شيء إلّا استقلّه، ويحصّل الكتّاب ما سمّيته فى دواوينهم فيبقى مخلدا عليك، فإن ولى وال بعده أخذك به، وإن ولى من يتحامل عليك لم يرض منك بأضعافه، فلا تمض كتابك، ولكن اكتب بالتفح وسله القدوم عليه، ثمّ تشافهه بما أحببت وتقصّر فى الكتاب. [٥٣٨] فإنّك إن تقصّر عمّا أصبت أحرى من أن تكثّر.»


[١] . فى الكتاب: كذا فى الأصل وهو صحيح. ولكن فى مط: اكتساب. وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>