للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمشى هشام قليلا، ثمّ رجع إلى عبد الحميد، فقال:

- «أجيئك به أسيرا، أم آتيك برأسه؟» فقال:

- «أىّ ذلك شئت.» فكان من سمع ذلك منه تعجّب له.

فلمّا خرج هشام مضى إلى العذيب حتّى نزله. ومرّ به يزيد بن المهلّب غير بعيد، فلم يتجاسر أحد منهما الإقدام عليه حتّى عبروا. ومضى نحو البصرة، وانصرف هشام بن مساحق إلى عبد الحميد.

فجمع عدىّ بن أرطاة أهل البصرة، وخندق عليها.

فقال عبد الملك بن المهلّب لعدىّ بن أرطاة:

- «خذ ابني رهينة، واحبسه مكاني وأنا أضمن لك أن أردّ يزيد أخى عن البصرة حتّى يأتى فارس وكرمان ويطلب لنفسه الأمان [٥٥٥] ولا يقربك [١] فأبى عليه.

وجاء يزيد مع أصحابه الذين أقبل فيهم، والبصرة محفوفة بالرجال، وقد جمع محمّد بن المهلّب- ولم يكن ممّن حبس- رجالا من قومه وأهل بيته وناس من مواليه. فخرج حتّى استقبله فى كتيبة تهول من رءاها، وكان عدىّ قد بعث على كلّ خمسين من أخماس البصرة رجلا مرضيّا، وأقبل يزيد بن المهلّب لا يمرّ بخيل من خيولهم ولا قبيلة من قبائلهم إلّا تنحّوا له عن السبيل تهيّبا وإعظاما.

حتّى انتهى إلى المغيرة بن عبد الله الثقفىّ وهو على الخيل فاستقبله ليردّه. فحمل عليه محمّد بن المهلّب، فأفرج له عن الطريق هو وأصحابه وأقبل يزيد حتّى نزل داره، واختلف الناس إليه. وأخذ يبعث إلى عدىّ بن أرطاة أن:

- «ادفع إلىّ إخوتى وأنا أصالحك على البصرة وأخلّيك وإيّاها حتّى آخذ


[١] . يقربك (يقرنك؟) الحرف الرابع مهمل فى الأصل ومط.

<<  <  ج: ص:  >  >>