للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المؤمنين إلىّ ما يحقّ به علىّ النّصيحة له، وإنّ خراسان لا تصلح إلّا أن تضمّ إلى صاحب العراق، فتكون موادّها ومعونتها فى الأحداث والنّوائب من قريب لتباعد أمير المؤمنين عنها وتباطؤ غياثه عمّن يكون بها.» فلمّا أمضى كتابه، أخرج حديثه إلى أصحابه، مثل مجشّر بن مزاحم ويحيى بن حصين وأشباههم. فقال لهم المجشّر بعد ما مضى الكتاب:

- «كأنّك بأسد قد طلع عليك.» فقدم أسد بعد كتاب عاصم بشهرين.

ثمّ عاد الحارث واستعدّ وأراد مناجزة عاصم. فلمّا بلغ عاصما أنّ أسد بن عبد الله قد أقبل، صالح الحارث، وكتب بينه وبينه كتابا على أن ينزل الحارث أىّ كور خراسان [٨١] شاء، على أن يكتبوا [١] جميعا إلى هشام يسألونه كتاب الله وسنّة نبيّه. صلّى الله عليه فإن أبى، أجمعوا أمرهم جميعا عليه.

فختم على الكتاب جماعة من الرّؤساء ممّن رضى به، وأبى يحيى بن حصين وقال:

- «هذا خلع لأمير المؤمنين.» وكان فى بعث الشّام رجل من اليمانية يعدل بألف رجل، اختارته اليمانية، يكنّى أبا داود، وكان فى خمسمائة. فكان لا يمرّ بقرية من قرى خراسان إلّا قال لأهلها:

- «انتظروني [٢] ، فكأنّكم بى قد مررت بكم راجعا حاملا رأس الحارث بن سريج.» فلمّا التقوا خرج ودعاه إلى البراز، فبرز له الحارث بن سريج، فضربه فوق


[١] . يكتبوا: كذا فى الأصل ومط: يكتبوا. فى الطبري (٩: ١٥٧٧) : يكتبا.
[٢] . انتظروني: كذا فى الأصل. فى مط: انظرونى.

<<  <  ج: ص:  >  >>