للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «إنّى لم أكذبك، وأنا الّذى أعلمته دخولك وتفرّق جندك. وأعلمته أنّها فرصة [٨٩] له، وسألته المدد. غير أنّى نظرت فرأيت أنّك قد أمعرت [١] البلاد وأصبت الغنائم. فإن لقيك على هذه الحالة ظفر بك، وعادتنى العرب أيضا ما بقيت، واستطال علىّ خاقان، واشتدّت مؤنته، وأمتنّ علىّ يقول: أخرجت العرب من بلادك ورددت عليك ملك.» فعرف أسد أنّه صدقه، فأمر بالأثقال أن تقدّم، وولّى عليها إبراهيم بن عاصم العقيلىّ، وهو الّذى ولى سجستان بعد، وأخرج معه المشيخة. فسارت الأثقال.

وكتب أسد إلى داود بن شعيب والأصبغ بن ذؤالة [٢] الكلبي وقد كان وجّهها فى وجه أنّ خاقان قد أقبل. فانضمّا إلى الأثقال مع إبراهيم بن عاصم. ووقع إلى داود والأصبغ رجل دبوسى، فأشاع أنّ خاقان قد هزم المسلمين وقتل أسدا.

فقال الأصبغ:

- «إن كان أسد ومن معه أصيبوا، فإنّ فيئتنا [٣] هشام ننحاز إليه، فإنّ الله حىّ قيّوم وجنود المسلمين كثير.» قال داود:

- « [أ] فلا ننظر ما فعل أسد فنخرج على علم؟» قال: «بلى.» فسارا حتّى شارفا عسكر إبراهيم. فإذا هما بالنّيران.

فقال داود: «هذه نيران المسلمين، لأنّها متقاربة، ونيران الأتراك متفرّقة.»


[١] . قد أمعرت: كذا فى الأصل والطبري (٩: ١٥٩٤) : قد أمعرت. فى مط: أمغرت. فى آ:
أفقرت.
[٢] . ذؤالة: كذا فى الأصل: ذؤالة. فى الطبري (٩: ١٥٩٤) : ذواله. فى مط وآ: دواله.
[٣] . فيئتنا: كذا فى الأصل: فيئتنا. فى آ. فيئنا. فى مط والطبري (٩: ١٥٩٥) : فينا.

<<  <  ج: ص:  >  >>