للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخرج إلى المسجد الجامع، وأمر بأطنان قصب ونفط، فأحضر، ثمّ أمر المغيرة أن يتناول طنّا، فكعّ وتأنّى، فصبّت السّياط على رأسه، فتناول طنّا فاحتضنه، فشدّ عليه، ثمّ صبّ عليه وعلى الطّنّ نفط، [١٠٦] ثمّ ألهبت النّار، فاحترقا، ثمّ فعل بالرّهط مثل ذلك. ثمّ أمر بيانا آخرهم، فتقدّم إلى الطّنّ مبادرا، فاحتضنه، فقال خالد:

- «ويلكم، فى كلّ أمركم تحمقون، هلّا رأستم هذا إلّا المغيرة [١] ثمّ أحرقه.

وكان هؤلاء يسمّون الوصفاء، وكان ظهورهم وخروجهم بظهر الكوفة، فأخبر خالد القسري بخروجهم وهو على المنبر، فقال:

- «أطعمونى ماء [٢] وقيل فيه:

أخالد لا جزاك الله خيرا ... وأير فى حر أمّك من أمير

وقلت من المخافة أطعمونى ... شرابا، ثمّ بلت على السّرير

ولمّا قتل خالد المغيرة، أرسل إلى مالك بن أعين الجهني، فسأله، فصدّقه عن نفسه، فأطلقه. فلمّا خلا مالك بمن يثق به وكان فيهم أبو مسلم صاحب الدّعوة قال لهم:

ضربت لهم بين الطريقين لاحبا ... وطنت عليه الشّمس فى من يطينها

وألقيته فى شبهة حين سألنى ... كما اشتبها فى الخطّ سين وشينها


[١] . والعبارة فى الطبري (٩: ١٦٢٠) : «هلّا رأيتم هذا المغيرة» بدل: «هلّا رأستم هذا إلّا المغيرة ونسخ التجارب متوافقة فى ذلك.
[٢] . ماء: كذا فى الأصل. ما فى مط: شرابا، كما فى الطبري (٩: ١٦٢١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>