للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنهم عصاة، فرجعوا، وتابوا واعتذروا إلى بكير.

وفى هذه السّنة عزل هشام خالد بن عبد الله عن أعماله كلّها ذكر السّبب فى عزل خالد بن عبد الله القسري ونكبته

كان السّبب فى ذلك سكرة عرضت لخالد من طول الولاية وعزّ الإمرة وكثرة ما اجتمع عنده من الأموال. فمن ذلك أنّ كاتبا كان لابنه خلا به يوما فقال له:

- «كم غلّة ابني؟» فقال:

- «قد زاد على عشرة آلاف ألف درهم.» فقال:

- «ابني مظلوم. ما تحت قدمي من شيء إلّا وهو له.» يعنى أنّ عمر بن الخطّاب رضى الله عنه جعل لبجيلة ربع [١] السّواد. [١١٤] وكان خالد قد اتخذ بالعراق أموالا، وحفر أنها را حتّى بلغت غلّته عشرين ألف ألف درهم، وكان كثيرا ما يقول فى خلواته عند من يأنس به:

- «هذا ابن الحمقاء.» يعنى هشاما. وكانت أمّ هشام مستحمقة، فتكلّم فيه أولاد هشام وحسدوه وسبعوه [٢] هم [٣] وأهل بيت مروان، وكان أحد الأسباب الّذى غاظ هشاما أنّه دخل على خالد رجل من قريش من أولاد سعيد بن العاص، أو عمرو بن العاص، فتبسّط عنده، فاستخفّ به خالد وعضّه بلسانه. فكتب إلى هشام يشكوه.


[١] . ربع السواد: كذا فى الأصل ومط والطبري (٩: ١٦٥٥) : ربع السواد. فى آ: رفع السّواد.
[٢] . سبعوه: كذا فى الأصل وآ. ما فى مط: شنّعوه. سبعوه: شتموه.
[٣] . هم: كذا فى آ. وما فى الأصل ومط: وهم (بزيادة الواو) .

<<  <  ج: ص:  >  >>