للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمر الحكم به أبى الصّلت بدروب السّوق، فغلّقت، وغلّقت أبواب المسجد الأعظم على أهل الكوفة، وأمر أصحاب الأرباع بالكوفة أن يصيروا إليه، وبعث إلى يوسف بن عمر، فأخبره الخبر، فبعث يوسف جعفر بن العبّاس الكندي فركب فى خمسين فارسا، ثم قال:

- «اذهب فأتنى بخبرهم.» فلمّا استقبل [١] الرّجلين وكان ما كان من أمرهما، رجع إلى يوسف، فأخبره.

فلمّا أصبح خرج إلى تلّ قريب من الحيرة، فنزل عليه ومعه قريش وأشراف النّاس، وعلى شرطته العبّاس بن سعيد المرّى [٢] . فبعث زياد بن سلمة فى ألفين وثلاثمائة من الرّجال معهم النشّاب وأصبح زيد، [١٤٣] فكان جميع من وافاه تلك اللّيلة مائتي رجل وثمانية عشر رجلا فقال زيد:

- «سبحان الله! أين النّاس؟» فقيل:

- «هم فى المسجد الأعظم محصورون.» فقال:

- «لا والله، ما هذا بعذر لمن بايعنا.» وسمع نصر بن خزيمة النّداء، فأقبل إليه، فلقى عمرو بن عبد الرّحمن صاحب شرطة الحكم بن أبى الصّلت فى أصحابه. فقال نصر بن خزيمة:

- «يا منصور أمت.» فشدّ عليه نصر وأصحابه، فقتل عبد الرّحمن، وانهزم من كان معه.

وأقبل زيد الى جبّانة الصّيّادين، وبها خمسمائة من أهل الشّام، فحمل عليهم زيد فى من معه، فهزمهم. وكان تحت زيد يومئذ برذون أدهم بهيم، وسار حتّى انتهى إلى دار رجل من الأزد يقال له: أنس بن عمرو، وكان فى من


[١] . كذا فى النسخ: استقبل.
[٢] . المرّى: كذا فى الأصل ومط: المري. فى آ. والطبري (٩: ١٧٠٢) : المزني.

<<  <  ج: ص:  >  >>