للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «فالوليد تقبل شهادته مع فسقه؟» قال:

- «أمر الوليد مغيّب عنّى ولا أعلمه يقينا إنّما هي أخبار الناس.» فغضب الوليد على خالد وحبسه ثمّ رمى الناس الوليد بكلّ [١] فاحشة واتهموه بالزندقة وكان أشدّ الناس عليه يزيد بن الوليد الذي لقّب فيما بعد بالناقص وكان الناس يميلون إليه لأنّه كان يظهر النسك ويتواضع فكان يحمل الناس على الفتك به وأجمع قوم من اليمانية وقضاعة من أهل [٢] دمشق خاصّة على قتل الوليد فاجتمع رؤساؤهم إلى خالد بن عبد الله فدعوه إلى أمرهم فلم يجبهم فسألوه أن يكتم عليهم قال:

- «لا أسمّى أحدا منكم.» وأراد الوليد الحجّ فخاف خالد أن يفتكوا به فى الطريق، فأتاه فقال:

- «يا أمير المؤمنين أخّر الحجّ العام.» قال:

- «ولم؟» فلم يخبره فأمر [١٧٧] بحبسه وأن يستأدى ما عليه من بقايا أموال العراق.

وهمّ الوليد بعزل يوسف عن العراق فكتب إليه:

- «إنّك كنت [٣] كتبت إلى أمير المؤمنين بتخريب ابن النصرانية البلاد وقد كنت تحمل إلى هشام ما تحمل وقد ينبغي أن تكون عمرت البلاد ووفّرت الدخل فاشخص إلى أمير المؤمنين وصدّق ظنّه بك فيما تحمل إليه لعمارتك البلاد وليعرف أمير المؤمنين فضلك على غيرك، فانّك خاله وأحقّ الناس بالتوفير [٤] وقد علمت ما أمر به أمير المؤمنين لأهل الشام وغيرهم من الزيادة


[١] . بكل: كذا فى الأصل. وفى مط: على.
[٢] . من أهل دمشق: كذا فى الأصل. فى آ: من دمشق.
[٣] . إنّك كنت كتبت: كذا فى الأصل. وفى آ. والطبري (٩: ١٧٧٨) : إنّك كتبت.
[٤] . التوفير: كذا فى الأصل والطبري (٩: ١٧٧٩) . وفى آومط: التوفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>