للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فردّ إلى محبسه ثمّ كتب إليه هشام بتخلية سبيله. فخرج حتّى ورد دمشق.

وكان يقصد بها ويؤذى من جهة أعداء كانوا له، نصبهم يوسف عليه، حتّى قال يوما:

- «والله ليكفّنّ عنّى هشام أو لأدعونّ إلى عراقىّ الهوى، شامىّ الدار، حجازىّ الأصل، يعنى محمّد بن علىّ بن عبد الله بن العبّاس وقد أذنت لكم أن تبلّغوا هشاما.» فلمّا بلغه ما قال. قال:

- «خرف أبو الهيثم.» [١٩٠] وأقام خالد بدمشق حتّى هلك هشام، وقام الوليد، وقدم عليه يوسف بن عمر بمال العراق، وتكلّم أبان بن عبد الله النمري [١] فى خالده فقال يوسف:

- «أنا أشتريه بخمسين ألف ألف.» [٢] فقال الوليد لخالد:

- «إن كنت تضمنها، والّا دفعتك يا خالد إليه.» فقال خالد:

- «ما عهدت العرب تباع والله لو سألتنى أن أضمن هذا. ورفع عودا من الأرض ما ضمنته، فرأيك.» فدفعه إلى يوسف فنزع ثيابه ودرّعه عباءة ولحفه أخرى وحمله فى محمل بغير وطاء ثمّ دعا به وذكر أمّه.

فقال:

- «ما ذكر الأمّهات لعنك الله، والله لا أكلّمك كلمة أبدا.»


[١] . النمري: كذا فى الأصل: النمري. فى مط: التمري. فى آ، والطبري (٩: ١٨٢١) :
النميري.
[٢] . فى آ: ألف ألف درهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>