للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحماة [١] ليس بينه وبين مدينة حمص إلّا ثلاثون ميلا. فأتاه خبرهم صبيحة الفطر، فجدّ فى السير، ومعه يومئذ إبراهيم بن الوليد المخلوع وسليمان بن هشام. كان آمنهما وكان يكرمهما ويجلسان معه على غدائه وعشائه ويسيران معه فى موكبه. فانتهى إلى مدينة حمص بعد الفطر بيومين وقد ردم القوم أبوابها من داخل، فأحدقت خيله بالمدينة ووقف حذاء باب [٢] منها، فأشرفت عليه جماعة من الحائط. فناداهم مناديه:

- «ما دعاكم إلى النكث؟» قالوا:

- «فإنّا على طاعتك لم ننكث.» فقال لهم:

- «إن كنتم على ما تذكرون فافتحوا.» ففتحوا له الباب فاقتحم عمرو بن الوضّاح فى الوضّاحية وهم نحو من ثلاثة آلاف. فقاتلوهم داخل المدينة. ثمّ كثرتهم خيل مروان، فخرجوا من باب من أبواب المدينة فقاتلهم داخل المدينة من كان عليه، فقتل عامّتهم وأسر منهم قوم، فأتى بهم مروان فقتلهم. ثمّ أمر بجمع قتلاهم وهم خمسمائة أو ستّمائة فصلبوا حول المدينة [٢٢٥] وهدم من حائط مدينتها نحو غلوة، [٣] وثار أهل الغوطة إلى مدينة دمشق فحاصروا أميرهم زامل بن عمرو، وولّوا عليهم يزيد بن خالد القسرىّ.

وثبت زامل مع أهل المدينة، فوجّه إليهم مروان بن حمص أبا الورد بن الكوثر بن زفر بن الحارث وعمرو بن الوضّاح فى عشرة آلاف. فلمّا دنوا من المدينة حملوا عليهم وخرج من فى المدينة فحملوا عليهم فهزموهم واستباحوا عساكرهم ولجأ يزيد بن خالد وأبو علاقة إلى رجل من لخم من


[١] . فى الأصل وآ، ومط: بحمه، فضبطناها حسب الطبري (٩: ١٨٩٣) .
[٢] . فى آ: «مات» بدل: «باب» .
[٣] . الغلوة: أقصى الغاية لرمي السهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>