للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من عين التمر، وبلغ ذلك المثنّى بن عمران [١] عامل الضحّاك على الكوفة، فسار إليه فيمن كان معه من الشّراة ومعه منصور بن جمهور وقد كان صار إليه حين بايع الضحّاك. فالتقوا بغزّة، واقتتلوا قتالا شديدا أيّاما متوالية، فقتل المثنّى مع عدّة من رؤساء أصحاب الضحّاك وهرب منصور بن جمهور وانهزمت الخوارج.

وأقبل منصور بن جمهور حتّى دخل الكوفة فجمع بها جمعا من اليمانية والصفرّية ومن كان تفرّق منهم يوم قتل ملحان [٢] ومن تخلّف منهم عن الضحّاك فجمعهم منصور جميعا ثمّ سار بهم حتّى نزل الروحاء.

وأقبل ابن هبيرة فى أجناده حتّى لقيهم بها فقاتلهم أيّاما ثمّ هزمهم وقتل خلق من أصحاب الضحّاك وهرب منصور بن جمهور، وأقبل ابن هبيرة حتّى نزل الكوفة ونفى الخوارج عنها.

وفى هذه السنة وافى الحارث بن سريج مرو من بلاد الترك بأمان الخليفة فصار إلى نصر، ثمّ خالفه وتابعه خلق.

ذكر الخبر عن أمره وأمر نصر بن سيّار [٢٤٣]

إنّ الحارث سار إلى مرو ومخرجه من بلاد الترك فقدمها يوم الأحد سنة سبع وعشرين ومائة، ويقال ثمان وعشرين ومائة، فتلقّاه سلم بن أحوز والناس بكسماهن [٣] فقال له محمّد بن عطية العبسي:


[١] . فى الطبري (٩: ١٩١٤) : عمران العائذىّ.
[٢] . الضبط من الطبري (٩: ١٩١٥) .
[٣] . كسماهن: كذا فى الأصل. فى آ: كشماهن. وتسمى: كش ميهن أيضا. كانت دون مرو بمنزل، على طريق بخارا، واشتهرت بزبيبها حسب اليعقوبي (لى سترنغ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>